أحمد الشحومي
يقول الخبر ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبعد ان تم الكشف على بعض الحسابات الخاصة به في نهاية عام 2008 ظهر تورطه مع مكتب المحاسبة الدولي الذي طالبه برد مبلغ 12 الف جنيه استرليني (6 آلاف دينار تقريبا) للدولة بعد ان تبين ان ساركوزي قام باستخدام هذا المبلغ لتسديد فواتير خاصة به وبزوجته من بينها 3 آلاف جنيه استرليني كغرامة بسبب تأخره في دفع بعض الفواتير المستحقة.
وهو ما اعتبر عند الاعلام الفرنسي فضيحة خطيرة تعد هي الثانية بعد تورط الملك لويس السادس عشر في قضية صرف اموال مماثلة ادت الى اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789.
الى هنا وينتهي الخبر، وانا اسأل: «شرايكم»؟ فضيحة قيمتها اقل من ستة آلاف دينار لرئيس حاله من حال الناس يدفع فواتير ويتم تغريمه في حال عدم السداد!
فضيحة لم يتكرر مثلها منذ عام 1789 ميلادية، يعني قبل ان تولد للدنيا دولة اسمها الكويت!
ورئيس يتم الكشف على حساباته الخاصة دون مشكلة تذكر، ونحن لانزال نتحدى بعض نواب مجلس الامة في الموافقة على كشف الحسابات الخاصة بكل نواب مجلس الامة بل وبأثر رجعي!
لانزال نتحدى «من على رأسه بطحة» ليثبت للناس انه شريف واصلاحي ويتبنى كشف الذمة المالية له ولنا جميعا كنواب سابقين منذ نجاحنا في الانتخابات البرلمانية وحتى اليوم.
ومازلت ازعم واؤكد ان بعض من يدعي الاصلاح اليوم ويرسم الوطنية على محياه وعلى تصرفاته وسكناته هو اول الفاسدين والمفسدين والدجالين في الارض!
وكم سأكون سعيدا لو امتد عمر هذا المجلس فعلا لاربع سنوات كاملة بأيامها ولياليها وفصولها الاربعة حتى نرى ونتابع تناقض البعض يوما بعد يوم!
المهم في هذا المقام هو اننا نرى في الخبر اتجاها عاما يشعر بعظم اهمية وخطورة المال العام، فلم يقل احد ان الرئيس لا يستحق ان يستمر في عمله بل قيل انه متورط وانه مطالب باعادة هذه الاموال!
واعتبرت فضيحة لأنه تطاول على المال العام بصرف النظر عن قيمته، والربع عندنا يقولون ان خمسة ملايين دينار ليست بقيمة مهمة للبحث في شرعيتها من عدمها.
عموما، فاقد الشيء لا يعطيه، هذا هو المقام الذي لابد للناس ان تعيه، وان تراهن فقط على بعض الصادقين هنا وهناك.
قرأت لاحد النواب تصريحا يمتدح فيه «الدائرة الواحدة»، ووجدته في ندوة لم يكن يظن انها ستغطى بشكل جيد، يذم وينتقد «الدائرة الواحدة» ثم وجدته يعود مرة ثالثة في صحيفة مؤيدة للدائرة الواحدة ليقول انها سبيل للاصلاح!
يرحم والديك تكفه شنو رأيك بالضبط؟!