أحمد الشحومي
تابعت الأخبار الواردة من السودان بخصوص الصحافية السودانية لبنى أحمد الحسين المتهمة بخدش الحياء العام لارتدائها البنطال خلال حفل عام أقيم في العاصمة الخرطوم.
ومن باب الفضول والتيقن والذهول أردت أن أطلع على تفاصيل أكثر لهذه القضية، خصوصا ان النص المطلوب المعاقبة عليه موجود في كل القوانين العربية تقريبا ومنها القانون الكويتي ونختلف فقط في العقوبة.
فالعقوبة في الكويت ومصر مثلا تتراوح بين الغرامة أو الحبس المؤقت، أما في السودان فالعقوبة هي الجلد والغرامة معا.
وفي العموم فلقد اعتقدت بأن لبنى قد لبست بنطالا قصيرا للغاية أو ممزقا يمينا ويسارا بحكم موضة بعض الناس هذه الأيام.
فلما رأيت ما لبست، أدركت أن الاخوة في السودان «فاضيين ورب الكعبة».
فإن عوقبت على ذلك البنطال الذي يتسع لنفرين عندنا فما بالكم بما نراه يوميا على القنوات الفضائية العربية؟!
أكاد أجزم بأن جريمة خدش الحياء العام لا يمكن أن تنطبق على ذلك الرداء الذي لبسته لبنى أبدا ما لم يكن رجال الضبطية حينها قد لبسوا عدسات فاضحة ترى ما لا نراه.
السودان الذي يعاني التمزق والتفكك والحروب على كل جبهاته والذي تركت أراضيه الزراعية دون ان تستغل، ودخل في معارك في الجنوب والشمال، هذه الدولة التي يطالب المجتمع الدولي بمحاكمة رئيسها لجرائم ارتكبها مطلوب فيها جلد هذه الصحافية الضعيفة لأنها خدشت الحياء العام السوداني.
والله اني لأجزم بأن الحياء العام تم خدشه منذ زمن في هذه الدولة العربية الغالية منذ ان استولى على قيادتها وحكمها أناس لا حياء لهم ولا شعور.
ثم اننا مللنا كشعوب عربية من هذه السطحية في علاج الأمور ومناقشة اهتماماتنا وأولوياتنا، ولا يظهر منها للسطح سوى هذه القضايا التافهة التي لا يمكن وصفها إلا بالمهزلة.
يريدون تطبيق حكم الله سبحانه وتعالى وهم من يقيس للمرأة ضيق البنطلون من عدمه.
يتكلمون عن الحياء العام السوداني وقد جروا البلاد لحرب بين الشمال والجنوب انتهكت فيها كل حرمات الناس، يتكلمون عن الوطنية والقومية وقد عرفنا ذلك جيدا في 2/8/1990! انهم زمرة من الطغاة ستزول بعون الله.. ولو بعد حين.. يا لبنى.