هل الفساد مفهوم هلامي ليس له بنيان وأعمدة، أم ان الفساد جزء من مفهوم البلاغة السياسية حتى أصبح من المهم اتهام الناس جميعا بالفساد دون تحديد أو تشخيص أو تدليل على اسم معين هو منشأ الفساد بعينه؟
كل واحد فينا يتهم الآخرين بالفساد، بل بعض مفسدي الأمس القريب هم ادعياء العفة والشرف والنزاهة اليوم.
قالوا انهم اقتربوا من اقتلاع «رأس الأفعى» ونحن نقول لهم «يرحم والديكم منو رأس الأفعى بهالبلد»؟
لنسمِ الأمور بمسمياتها، فلنقل ان الوزارة الفلانية تعاني من الفساد والسبب التاجر الفلاني مثلا والمسؤول الفلاني بدلا من حالة الجبن «والعشو» السياسي ليس إلا.
أعطونا معطيات الإصلاح السياسي من خلال تسمية رموز الفساد، قولوا لنا اسماءهم أو انشروا صورهم لكي نسعى جميعا لمحاربتهم.
نعم، أتفق على وجود فساد، ولكني اعتقد أننا جميعا شركاء فيه إذا لم نقم بتسميته.
رأس الأفعى، وحيتان الفساد «والرزة المزدوجة عند غراندايزر» ورموز الفساد، والكلام الفاضي الرنان لا معنى له إطلاقا.
فمن داهن وزراء سابقين هم مصدر الفساد على كوكب المشتري فليس حريا به أن يتكلم في الشرف.
ومن عقد الصفقات السياسية من أجل حماية أسماء بعينها من النظام فليس أهلا للتعالي والفشخرة التي يدعيها.
وإذا كنا نملك الشجاعة، فلنكن واضحين، ولنقل للناس اننا نريد تغيير شكل الدولة والنظام من أجل أسماء معينة.
أسماء لم يسبق لها أن اختبرت في إدارة يراد تزكيتها لإدارة دولة!
يقولون ناصر المحمد لا يصلح لإدارة دولة، وجابر المبارك ضعيف، ومحمد الصباح عليه ملاحظات، وأحمد الفهد من وزراء التأزيم، يرحمكم الله من المستفيد من هالكلام؟
من المستفيد من الادعاء كل يوم بأن أي حدث هو عجز في نظام الدولة، وان ادارة السلطة التنفيذية ضعيفة وان مجلس الأمة لا معنى لوجوده؟!
شوهوا صورة مجلس الأمة بإدخال البلاد يوما بعد يوم في تصريحات لا معنى لها سوى الكفاح من أجل إزالة أسماء من على الطريق لمصلحة أسماء أخرى.
هم من يملكون لباس الشرف، وهم من يحق لهم فقط ان يهبوا الناس صك النزاهة والنظافة!
وهم شركاء حتى النخاع في الفساد، في وزارات أسست من أجل مصالحهم، ولجيش عرمرم من موظفي الدولة لا يعملون إلا على خدمتهم لأنهم معفون من الدوام تماما.
الفساد ليس فقط سرقة للمال العام الملموس، بل التعيينات لمن لا يستحق ظلم للدولة وفساد فيها، والتستر على سرقات الجمعيات التعاونية ايضا إفساد في الأرض.
فأي أفعى أي بطيخ؟! تريدون ان تحكموا الأمور بكيفكم ومشتهاكم، وأنا اقول الله لا يجيب ذاك اليوم.
وأقول ان بعض الفشلة ممن ناصرتم طوال حياتكم السياسية لن يصل بعون الله لإدارة أمور البلاد، فالبلد وأهله تحت رعاية رب العباد ثم من بعده ولي الأمر صاحب السمو الأمير، حفظه الله، وهو أدرى بالمصلحة العامة لشعبه.
أخيرا.. حلمت.. «خير اللهم اجعله خير» بأن الأفعى «تتعلج» يعني تمضغ علكة بالعربية الفصحى، وتتمشى أحيانا على البحر.
والفهيم يفهم، وأهل الدلالة في العقار يكتبون في نهاية إعلان بيع العقار «الوسطاء يمتنعون»..
وأنا أقول هذا المقال للعقلاء فقط..
والخبول يمتنعون.