لابد ان نشكر جمعية الشفافية الكويتية على جهودها التي تبذلها في سبيل حث النواب على تسريع العمل في إصدار بعض التشريعات التي لا يمكن لأي عمل سياسي أو تشريعي أو اقتصادي صادق وشفاف أن يسير دون الاعتماد على إصدارها.
ومن تلك القوانين قانون كشف الذمة المالية الذي تشرفت في مجلس عام 2006 بأن أكون أحد مقدميه، والذي أعتقد أنه كان على شفا الاقرار لولا حل المجلس في مارس من عام 2008.
بيد أني أعتقد أنه من المهم بمكان أن يقوم المسؤول بكشف ذمته المالية وزيرا كان أو عضوا أو قياديا منذ ان دخل للعضوية لا من تاريخ تطبيق القانون حتى تبدأ بعض الأسماء في التساقط وللأبد من ساحة الشفافية والنزاهة التي لايزالون يتمترسون حولها.
وللتوضيح أقول إن العضو الموجود في مجلس الأمة منذ ثلاث دورات عليه أن يقدم لنا كشفا بذمته المالية منذ تاريخ دخوله للعضوية حتى الآن، وكذلك الوزير حتى يتبين لنا الخط البياني لسلوكه الأخلاقي والشرعي المتسم بالنزاهة والشرف والأمانة.
كذلك أعتقد أنه من المهم كشف نتائج تلك الذمم للعلن، ليعلم الناس براءة القياديين من عدمها، وحتى لا تكون الشبهات والمخالفات طيّ السرية والتكتيم..
أما قانون تضارب المصالح فأشك أن يمر في هذا المجلس بصيغته التي عرضت علينا عام 2006 والتي أقرها وأبصم عليها ومن أجلها بالعشرة وبالعشرين!
وسبب تشككي هو أني أرى وأجد العديد من نواب المجلس وهم أصحاب مصالح تجارية واضحة، ولاتزال المناقصات تطبع وترسى لشركاتهم دون حسيب أو رقيب..
كذلك أتمنى أن نتكاتف جميعا من أجل العمل على إبعاد أي نائب عن أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الحكومة، وكذلك الوزراء والقياديون، من خلال تطبيق أحكام المادة «121» والمادة «131» من الدستور، وكلتاهما تقضي بعدم جواز إسهام النائب أو الوزير بأي التزامات أو تعاقدات للحكومة أو لمؤسساتها العاملة، أو الجمع بين الوزارة والعضوية في مجلس إدارة أي شركة!
إن الوصول لمرحلة أكبر وأكثر شفافية غير مستحيل بهذا البلد الذي يعج بالمخلصين، ولعلنا بإقرار هذه القوانين مجتمعة نتوقف عن التشكيك في المخلصين من أبناء هذا الوطن أو الطعن في ذمم الناس، خصوصا من قبل بعض الناس الذين هم بصورة مخالفة لواقعهم الفاسد.
أخيرا لم استطع الاطلاع على قانون حماية المبلغين أو قانون حق الاطلاع حتى أتمكن من إبداء الرأي فيه، آملا من الاخوة في الجمعية تزويدي بتلك الاقتراحات إن أمكن، وسائلا الله لجهودهم التوفيق.
كل الشكر لكل الأحبة والأشقاء المصريين على العواطف الجياشة التي بلغتني بعد كتابتي لمقال «أكتوبر يا مصر»..
وهو أمر غير مستغرب من شعب أساسه العاطفة والحنان والروح المرحة.