الحكومة الحالية أول حكومة منذ سنوات تحاول ان تشعرنا بأنها موجودة وانها تعمل ليل نهار من أجل انجاز شيء على أرض الواقع.
الشيخ أحمد الفهد يريد ان يؤكد ان عودته تصنع الفرق، ووزراء كالروضان والشريعان والساير وآخرين يريدون كذلك تقديم شيء للناس مهما بلغت صعوبته.
وأيا كانت الاخطاء، فالانجاز على ارض الواقع ايجابي الى هذه اللحظة، فمجلس الوزراء يسعى لاتخاذ قرارات مهمة في كل جلسة، وان كان تنفيذ بعضها على أرض الواقع شيئاً صعباً جدا.
يوازي ذلك اصرار من قبل بعض نواب مجلس الامة على افتعال أزمات «ما لا معنى» كما حدث مع مجموعة الـ 26 والتي جاء رد صاحب السمو فيها رسالة واضحة لمن يفهم «لا تعاندون».
قلنا لهم هذه سنة أهل الكويت منذ القدم، وهم أحرار فيما يبدونه بين يدي صاحب السمو، فقالوا «لا مو كيفهم.. حنا مجلس الأمة».
نعم أنتم مجلس الامة، وهو صاحب السمو والد الجميع وأبو السلطات، ويريد ان يبقي بابه مفتوحا لمن يريد من أهل بيته وداره ووطنه، وهو من يستحق أن يقال بأنه «بكيفه» حفظه الله.
يقول لكم سموه: الحل في صندوق المعسرين، ولا بأس من زيادته أو تنظيم وتغيير لوائحه، فيقول بعضكم: سنقدم طلب جلسة خاصة لإسقاط القروض وكل نائب وموقفه أمام ناخبيه.
ونقول لكم كذلك «لا تعاندون»، فولي الامر لا يوافق على ذلك ولا يقبله، وايهام الناس بأن مجلس الامة هو أبوالسلطات شيء غريب، وانكم قادرون على اسقاط كل ديون المواطنين رغما عن الجميع أمر مستنكر.
كذلك من الغريب ان نتابع حالة من الفوضى في التصريحات المهددة لبعض الوزراء بالاستجواب، وبعضهم يعتقد انه اذا اعتلى المنصة فسيحارب بسيف العدالة ويصول ويجول في الدنيا، وان الناس سترفع له الرايات وتعلو باسمه الهتافات، وبرأيي انه سيعود الى نقطة الصفر دون نتيجة.
هذا المجلس بعضه عاقل ومتزن وهادئ ويعرف خطورة المرحلة، فصمته وسكوته يمثل احساسا بالمسؤولية، والبعض الآخر حكومي أكثر من الحكومة بالحق والباطل، والنتيجة اختلط فيها الصادق بالمتلون لأن المرحلة تقتضي نوعاً من التروي والهدوء السياسي.
الوزراء صفر والشمالي والساير والشيخ جابر المبارك كلهم في دائرة الاستجواب السياسي، ونحن نقول لكم استفيدوا من استجواب وزير الداخلية ولا تعاندوا.
اقول «لا تعاندون» لا خضوعا لباطل، بل درءا لمفسدة دستورية قد تحدث، اقول «لا تعاندون» لا حبا في الحكومة وانما حبا لوطني وامتثالا لأمر صاحب السمو.
«لا تعاندون» بما لا تملكون، وقوموا بواجبكم الدستوري بهدوء، ومن يرد ان يستجوب وزيراً فلتكن تصريحاته في معيته فلا يؤجج بها الساحة دون معنى.
لا نقول كونوا بصّامين كالآخرين، حاشا لله، ولكن نقول كونوا عقلانيين قبل ان نشهد حلا ثالثا لمجلس الامة لا تستفيد منه الامة.
والعاقل من يتعظ.. فوالله اني لأرى القادمة
لا انتخابات سريعة بعدها.. فرحمة على والديكم..
«لا تعاندون».. هذا صاحب السمو.. الخط الأحمر الحقيقي في هذا البلد.