عامان على رحيل العم والنائب السابق سالم الحماد، رحمه الله، ولا أزال أتساءل: أين هي لمحة الوفاء التي لا بد ان تسجل باسم هذا الرجل بعد رحيله؟
لا أبالغ ان قلت انني لم أتوقع لهامة بحجم سالم الحماد، رحمه الله، ان تكون في ملف النسيان لدى الكثيرين في هذا البلد، وهو ذاك الرجل الوطني الذي خدم بلده سنوات طويلة قبل ان يرحل بهدوء.
اعذروني، فأنا اقرأ هنا وهناك لأسماء بعد ان أبحث عنها في غوغل اكتشف انها «نكرة» وقد سجلت لها شوارع كبرى في بعض مناطق هذا البلد فقط لضمان نجاح أو مرور أعضاء لهم طموح للمستقبل!
لا أكتب تزلفا اليوم، فأنا أنتمي الى قبيلة سكنت هذه الأرض الطيبة منذ القدم، وقدمت الكثير لهذا البلد، وهو حق لهذه الأرض وواجب تجاه ترابه الطاهر، ولكنني أفتخر بسالم الحماد كما أفتخر بالدكتور حمود الرقبة، وبمرضي الأذينة أو محمد الوسمي أو جمعان الحريتي أو ثنيان الأذينة أو سالم الحريص أو فالح الصويلح فهم رجالات من قبيلتي العوازم قدموا لهذا الوطن الكثير، فتذكر الوطن بعضهم وتناسى «سالم الحماد» دون سبب أو علة.
سيأتي لا محالة ذلك اليوم الذي نرحل فيه كما رحل الهامة سالم الحماد، فهل نود ان تطوى صفحتنا بسرعة دون بيان أو لمحة وفاء.
كل شبر في منطقة «سلوى» بالذات يتذكر سالم الحماد بو عبدالله، وسيبقى يتذكره لأنه وفي أشد المواقف وأصعبها اختار الكويت ولم يندم.
أمام ديوانه هناك مدرسة من الممكن استبدال اسمها ليسجل باسم الفقيد، وهناك أكثر من مدرسة جديدة تبنى من الممكن إعطاء الاسم المنقول لها مستقبلا.
وهناك أكثر من وسيلة لتخليد اسمه عوضا عن ذلك وفاء لما قدم، ووفاء لما أعطى، ورسالة من هذا البلد لمن رحل عنها انك باق في الذاكرة.
يا بوعبدالله.. لك حق علينا، ونعدك بأننا لن نسكت عن هذا الحق ولو أنك بين يدي الرحمن وتحت رحمته فإنك في قلوب أهلك وأبنائك وإخوانك جميعا باق لم ترحل، كبيرا كما كنت.. يا بوعبدالله اننا ندعو الله لك في كل مناسبة بالرحمة والمغفرة، ونعاهدك بأننا سنبقى أوفياء لرجالات الكويت جميعا، ولن ننسى مسيرتك العطرة أو مواقفك النبيلة.
ولمن يهمه الأمر أقول اما آن لنا ان نتحرك، اما آن لكم جميعا ان تتدبروا في مسيرة الحياة وأيامها لعلكم بتخليد ذكرى سالم الحماد تضعون بصمة لتخليد ذكراكم يوما ما، فكلنا الى ذلك الدرب سائرون، والحمد لله رب العالمين.