- غيرك يغيب ولا حدٍ درى عنه
- ومثلك تغيب الدنيا بغيابه
هذا هو طلال مبارك العيار، الذي ما ان تتعرف عليه حتى تتأكد ان الدنيا بخير، وان الرجال لم يفقدوا بعد.
وبغيابه تغيب تلك الروح البشوش الصبور العاقلة والحكيمة.
بغيابه تتوقف عقارب الزمن في الجهراء عن المسير، فلقد فقدت بكل تأكيد احد اهم واكبر رموزها ورجالاتها.
كل من يعرف طلال حزن من اجل فراقه كثيرا بلا شك، لان طلال لم يعرف معنى الخصومة في حياته، ولم يدفع الا بالحسنى مع الجميع.
طلال.. «فقيد» بكل معنى الكلمة، بكل ما تحتويه هذه الكلمة من حروف باكية على وداعه وغيابه.
لقد حملتني قدماي عنوة الى الجهراء من أجل المسير في عزائه، والقلب يعتصر ألما على ذلك الانسان الذي كان وحده قائمة ومجموعة وكتلة.
ذلك الانسان النبيل خلقا والكريم ادبا والحليم رفعة لم يترك لنا فرصة لوداعه، فزادنا بذلك ألما بعد ألم.
ولكننا يا طلال لا نكتب نعيا لك، وانما نكتب نعيا لانفسنا فيك.
لا نبكي فراقك بالحروف، بل تبكي الحروف لاجل فراقك.
هو حكم الله وقضاؤه ونحن له وبه مؤمنون، ولكننا نستشعر الألم فنحوله الى سطور لعلها تقلل ولو بشيء يسير من حزن غيابك.
يا طلال ستذكرك دروب العز والفخر والشموخ، وتبكيك شوارع الكويت بأسرها، وتكتسي الجهراء لأجلك بالسواد، وستبقى معنا في كل لحظة مهما بعدت عنا بالجسد.
اللهم اني اسألك لطلال مبارك العيار جنة عرضها السموات والارض، مع الشهداء والصديقين.
وأسألك ان توسع له في قبره، وتجعله له دارا من نعيم الجنة، وبابا من ابوابها.
اللهم تقبله في رضوانك وعفوك ومغفرتك فارفع عنه وثبته بالقول الصادق الحق عند لقياك يا رب العالمين.
رحمك الله يا طلال، فلا القلم بقادر على الحروف ولا الحروف قادرة على المسير.
إنا لله وإنا إليه راجعون.