كنت أحمل الكثير من التفاؤل للمرحلة المقبلة، وكنت أحيانا أعتقد أننا لانزال في زمن صناعة المستحيل، أما اليوم فأنا اقرأ الساحة بسوداوية قاتمة تحمل بين ثناياها احداثا سياسية ظاهرة واخرى تترتب في الخفاء.
البعض يعتقد أن الأحداث تدفعنا إلى حل دستوري آخر خلال أيام أو لربما أسابيع بسيطة انتظارا لانتهاء القمة الخليجية في الكويت، وأنا أعتقد أن القضية أكبر من ذلك بكثير.
هناك جيش عرمرم ينتظر ان تشتد الاحداث السياسية اكثر ليعود للمطالبة بالحل غير الدستوري وتعليق احكام الدستور، وهناك فئة من ابناء الاسرة الحاكمة تعتقد أن الفرصة سانحة اليوم اكثر من اي وقت مضى لإعادة الهيبة للنظام من خلال الحل غير الدستوري.
أولئك وآخرون يعتمدون على قراءات معينة تؤكد أن البيت الداخلي لأسرة آل الصباح اليوم أقوى بكثير من أي وقت مضى لوجود الشيخ محمد الخالد على رأس جهاز الأمن الوطني ووجود الشيخ عذبي الفهد على رأس جهاز أمن الدولة، وقريبا جدا وجود الشيخ احمد الخالد كرئيس أركان منتظر.
هذه المعطيات ستسير جنبا الى جنب مع احداث سياسية وداخلية ستتفاعل بقسوة خلال الايام القليلة المقبلة.
فاستجواب النائب فيصل المسلم لسمو رئيس الوزراء مع ما ستنتجه جلسة القروض من تبعات ايضا خطيرة، مع قرار وزارة الشؤون بحل الاندية الرياضية مع استجواب جديد سيقدم لرئيس الوزراء يوم الاربعاء بخصوص وزير الداخلية، واستجواب آخر من النائب مبارك الوعلان للوزير صفر سيشعل الحرب الطائفية (دون قصد)، واستجواب آخر هو بمثابة التجهيز الاخير للانتخابات من قبل النائب ضيف الله بورمية لوزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، كل هذه الاحداث لن تمر هكذا بسهولة.
فما بالكم وهناك استجواب آخر ينتظر سمو رئيس مجلس الوزراء يوم 21/12/2009، وتهديد جدي واضح لوزير المالية، واستجواب موسيقي محتمل لوزيرة التربية، وجلسة صاخبة لقضية البدون.
هذه هي الارضية التي سيستغلها البعض وستكون مرتبطة بمصالح وراء الكواليس تم تعطيلها.
فالمشاريع علقت، وبعض المصانع قد يتم اغلاقها، والبورصة في الحضيض ولله الحمد، والقوانين التي لابد من اصدارها لانعاش الاقتصاد لم تخرج جميعها للنور.
هذه هي الظلمة او الغيمة السوداء القاتمة التي أراها وأرى فيها انقساما شعبيا على اهميتها، وترحيب نسبة كبيرة من ابناء هذا البلد لم يفهموا الامور بصورتها الصحيحة للأسف.
وأرى كذلك احداثا عالمية ترتبط بهذه الخطوة ومنها ديون العراق المستحقة لهذا الشعب المستعد الآن للتفريط في الديموقراطية بشكل كامل وللأسف من اجل اسقاط القروض كما يبدو!
والله المستعان.. وربي يحميك يا بلد..