الشعب المصري موجوع من تلك الأحداث التي حدثت في أم درمان (بالسودان) بعد انتهاء مباراة منتخب مصر مع منتخب الجزائر الفاصلة على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها في جنوب أفريقيا الصيف المقبل.
وبعض الكتابات العربية المتناثرة هنا وهناك تعتب على المصريين تلك الغضبة العنيفة لأنها أتت بعد خسارة المنتخب المصري لتلك المباراة بهدف مقابل لا شيء.
والمعنى ان مصر لو لم تهزم في تلك المباراة لما كانت ردة الفعل عندها بهذه الطريقة.
وشخصيا.. فأنا مع مصر بالإحساس والشعور والموقف، و«البلطجة» التي قام بها الجمهور الجزائري رأيناها بالعين المجردة بعد انتهاء مباراة مصر والجزائر التي أقيمت بالقاهرة، ورأيناها في شوارع باريس ومارسيليا بالفضائيات.
ولسنا بحاجة للتأكد من صدق ما يقوله المصريون بخصوص هذه القضية، لأننا نعلم علم اليقين ان أسلوب «البلطجة» والإرهاب موجود وبكل أسف لدى مجموعة ليست ببسيطة في الجزائر.
وأقولها «وبالفم المليان واللي يرضى يرضى أو يشرب من البحر»: مصر على حق ونحن معها، وشعورنا نحو النساء اللاتي احتجزن وضربن وانتهكت حرماتهن في السودان جزء لا يتجزأ من إحساسنا القومي نحو مصر.
وسنبقى الى صف مصر مهما حاول البعض الادعاء بأن ما حدث هو ردة فعل مصرية تجاه الخسارة في السودان.
وأستغرب ان يحاول بعض الجهلة التعاطف مع الجزائر وهي تواجه مصر، وكأننا ندفن رؤوسنا في الرمال، ونتناسى موقف الجزائر ضدنا باستمرار ومنها ذلك الموقف التاريخي للقيادة الجزائرية عام 1990.
مصر اليوم بكافة طبقاتها وفئاتها وابنائها موجوعة، ونحن معها كذلك، فإن بكت مصر فنحن معها بالحزن والبكاء، وإن طالبت مصر الاخوة العقلاء في الجزائر بالاعتذار وإبداء الاعتراف على الأقل بما حدث فنحن معها بكل ما نملك من قدرة وإحساس وتعاطف.
مصر لم تخسر الوصول لنهائيات كأس العالم ومن خسر وبكل صدق هي جنوب افريقيا، التي أرسلنا لها بدلا من حلوى أهل البحرين وروائحهم العطرة وبدلا من تاريخ مصر وحضارتها وطيبة أهلها، أرسلنا لهم وفدا من الجزائر يتحكم فيه مجموعة من «البلطجية والصعاليك»، حيث أهل الفكر والرأي هناك يخافون من سياسة التصفية.
كانت مصر ستذهب ومعها الأهرامات والتاريخ وعراقة النيل وخفة الدم ورقي الأخلاق.
ومصر وبكل يقين قدمت للعروبة اكثر من مليون شهيد، ودفنت في ترابها الطاهر آلاف اليهود، فلا تقيسوا نضالا من اجل الاستقلال، بكفاح من اجل العرب.
تحيا مصر!