أكثر من مقال لأكثر من كاتب تندّر على دموع الأخت رولا دشتي، واعتبرها نقيصة بحق المرأة التي لن تستطيع مجابهة الضغوط النفسية التي ترتبها عضوية مجلس الأمة.
وقد سبق رولا في البكاء رجال داخل قاعة عبدالله السالم فما تندرتم عليهم هكذا.
لقد بكى الأخ عبدالله النيباري في جلسة من الجلسات حتى ابتل وجهه، وتغيرت ملامحه ولم نقل إنه عجز عن مواجهة الضغوط.
والبكاء في قاعة عبدالله السالم او في غيرها ليس بجريمة حتى نقتص من الأخت رولا عليها، وعندي البكاء في العلن خير من التوسل والتمسح في الخفاء.
رولا التي بكت.. رغم لهجتها اللبنانية ورغم أنها امرأة ورغم أنها متهمة بعلاقتها بـ «الفحم المكلسن»، فهي نشيطة بشكل يحسب للنساء بشكل عام.
اداء رولا بعيدا عن تلك الملاحظات يفوق بمراحل كبيرة اداء بعض النواب الذين لم أجد لهم حتى اليوم تصريحا واحدا في الصحف او في القاعة او في اللجان، البلد يحترق والناس تتكلم عن الاستجوابات والكل يدلي بدلوه، وبعض النواب وكتلهم السياسية تتندر على دموع رولا.
رولا بكت أو لا.. فقد أبكت بعملها ونتيجتها عيونا اخرى.
رولا مطالبة فعلا بتوضيح دورها في «الفحم المكلسن» ولكنها ليست مطالبة بتوضيح سبب بكائها.
قبل ان تتندروا على دموع رولا وبكاء رولا ولهجة رولا، انظروا لعملها وشغلها الدؤوب في القاعة وفي اجتماعات اللجان.
نعم أختلف معها في بعض القضايا خلاف المشرق مع المغرب ولكنها ـ ورب الكعبة ـ افضل من بعض الرجال الموجودين الآن في قاعة عبدالله السالم.
امرأة تدافع عن قناعاتها، وتترأس اللجان وتتصدر الاحداث، وتتبنى القوانين وتقدم الدراسات، وبعض الرجال لو سألتهم «6×8 كم؟» والذي نفسي بيده ما أجابوا عن ذلك!
دعوا بكاء رولا، وتابعوا بعض النواب واسألوا الشعب عنهم وعن اسمائهم وبأي دائرة فازوا، والله لن يتعرف عليهم سوى ابناء عمومتهم الذين انجحوهم بالفرعيات «وابتلشنا فيهم» او ابناء طائفتهم او مذهبهم حيث لا هم له في الانتخابات سوى ان يكون المرشح حضريا او بدويا او سنيا او شيعيا!
«قال رجالة.. قال»!