لايزال صاحب السمو حفظه الله ورعاه يعشق التحرك منفردا دون حراسة ودون تقييد، نصادفه أحيانا هنا وهناك فيرد التحية بمثلها وأحسن بشوشا متواضعا وبسيطا رغم عظيم مكانته.
ولاتزال الناس تتناقل بعض القصص التي تحكى عن تواضع ذلك الأب وأخلاقه الرفيعة، ويذكر أحد الإخوة في ديواني أن مجموعة من الحداقة دخلوا بالخطأ إلى «طروب» منتزه صاحب السمو طلبا للمساعدة لأنهم عانوا من عطل في الطراد.
وجدوا شخصا يجلس على المسنة وحيدا وأمامه مجموعة من خيوط الصيد، طلبوا منه المساعدة فأشار إليهم بأن يدخلوا ليرتاحوا ولهم ما طلبوا بإذن الله.
هم لا يعلمون حتى هذه اللحظة أن هذا الرجل هو صاحب السمو بشحمه ولحمه حفظه الله، حتى نادى سموه على الخدم ليسحبوا طرادا آخر لأولئك الحداقة يكملون به رحلتهم بأمان.
شخصيا كنت في عشاء عند الشيخ خالد الأحمد أطال الله في عمره، عندما دخل علينا سمو ولي العهد ونحن على مائدة الطعام.. أصر سموه علينا بعدم القيام وبدأ يقبلنا ونحن جلوس في تواضع عظيم لرجل عظيم اسمه نواف الأحمد الجابر الصباح.
هذه الصور تتكرر مع كثير من رموزنا بكل تأكيد ونتابع يوميا الكثير من الأحداث للأخ الفاضل رئيس مجلس الأمة الذي، ورغم ما حباه الله من نعم، يزداد وبكل أمانة تواضعا يوما بعد يوم.
الأخ الكبير أحمد السعدون تجده في كل مناسبة عند أهل الكويت، وخصوصا في كل عزاء، وأحيانا تجده يجلس في أماكن قريبة من كبار الزوار ولم نره يوما يمتعض أو يحزن حفظه الله.
سمو رئيس مجلس الوزراء إذا زارك في مناسبة تخجل من الحديث معه وإليه، يجلس أينما كان ويتبادل الحديث مع أي شخص مهما كان مقامه، والله يشهد أني لم أقل إلا ما رأيت وواجهت.
العضوية لها احترامها وهيبتها ووقارها، وتلك الهيبة من شخصية صاحبها لا من مكانه في حفل أو لمحاولته الدخول دون استئذان في دائرة حكومية.
العضوية هيبتها من احترام الذات والقانون، وان تكون تملك قرار نفسك، وان تحترم الناس وتقدرهم.. شخصيا تعلمت من بعض أخطاء غيري ومن أخطائي كذلك ولكني لا أذكر بحمد الله أني اعترضت على مكاني في حفل معين أو دخلت دون استئذان على مسؤول أو حاولت التعدي على أحد إطلاقا.
هذه رسالة لنائبين فاضلين في المجلس البلدي واجهتهما في حفل بحضور ورعاية صاحب السمو أقاما الدنيا ولم يقعداها من أجل موقعهما داخل القاعة.
أحدهما على الأقل أعرف طيبة أهله ودماثة أخلاقهم، والآخر أدعو الله ان تنتهي منه الـ «أنا».. في أقرب وقت.
خالص الحب والاحترام للإخوة في المجلس البلدي.