في كل بيت هناك قلب رحوم يجتمع الكل حوله، وفي عائلة العم خالد يوسف المرزوق حفظه الله، التي أعتبرها وبكل صدق اسرتي الثانية، كنا دوما على يقين بأن وجود وليد فينا هو وجود للقلب الكبير الرحوم بالكل.
وكمحام للعائلة أيضا اعلم أنه لم يفكر ابدا في نفسه بقدر تفكيره في أسرته بشكل عام، وتلاحمها وبقائها جنبا الى جنب.
أوصاني بأن انقل بالحروف القضائية يوما حبه الأصيل لتماسك عائلته ووفاءه لأشقائه، وتواضعه الجم أمام جهد شقيقه الأصغر (أخوي) فواز خالد المرزوق حفظه الله.
أبكاني قبل سنة تقريبا عندما أيقنت ان «وليد» الجبار (والجبار هو الله) في عيون بعض الناس صاحب قلب طفل نقي يخاف ان يرحل ولم يقل الحق في الجميع، ويتمنى ان يكون الى جوار الجميع كرمز للتلاقي والرحمة.
وابكاني فراقه بالأمس لاني احتفظ في صدري له بالكثير من اللحظات والليالي التي آمنت فيها بأنه وان غاب سيبقى دائما الذكرى التي نلتقي فيها جميعا بصمت.
وليد الذي رحل لم يحمل في قلبه ضغينة لأحد حتى لمن هاجموه او خاصموه أو خاصموا أسرته في يوم من الايام، كان متفهما بشكل لا يصدق لطبيعة البشر ولديه استعداد لمصافحة الجميع رغم جراحاته.
لم يرحل وليد بل رحل القلب والسراج الذي نجتمع حوله كأبناء لخالد يوسف المرزوق حفظه الله.
لم يرحل وليد بل رحل السكون والنقاء من جوفه الطاهر لاسرته وابنائه واخواته واخوانه بإذن الله.
لقد رأيت وليد في المقبرة في عيون كل من أحبه وفي محيا ابنائه خالد وخليفة وعبدالله.
رأيته كما عهدته قلبا ينبض بالحب والرحمة، حتى وهو يغادرنا.
رأيته باسما للقاء الآخرة، مطمئنا الى ان رحمة الله الواسعة ستطال ذلك القلب الكبير بإذن الله.
يا رب يا مالك الملك، أدعوك صادقا في صلاتي لأخي الكبير وليد بالرحمة فقد كان رحوما بنا.
يا عزيز يا جبار بين يديك وتحت رحمتك اخونا الكبير وسراجنا وليد، فتقبله في نور جنتك واغفر له خطاياه ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
يا عظيم السموات والأرض الطف بعبدك وليد وثبته بالقول الصادق حين يلقاك.
يا ذا الجلال والاكرام نسألك ان يكون راضيا مرضيا عندك وان تدخله جنتك وان تلبسه ثوب العافية في الآخرة.
يا وليد.. لن تكفيك الدموع وان طالت، ولن تغنيك الحروف وان زادت فوالله ان لك في القلب مكانا عظيما واني لفراقك يا بوخالد لمفجوع.
يا وليد.. ستبقى انت في قلوبنا دائما سيدها وكبيرها.. والله نسأل لك الجنة ولنا الصبر والسلوان.
رحمك الله يا وليد.. رحمك الله يا صاحب القلب الرحوم.. رحمك الله أيها الحبيب.
أبوخالد.. كلنا نحبك وندعو لك فنم بهدوء، فلك في الحياة الدنيا عمل لا ينقطع من دعاء الصالحين لك.
والحمد لله.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
http://www.alshohomi.com