الشعر هذه الأيام كالمرأة الأرملة تبكي ضيم الليالي والأيام..
كانوا يكتبون الشعر حبا وفنا وأمانة، واليوم يكتبونه لدواعي المقام والبرستيج..
تقريبا كل شيخ او امير او حاكم يكتب الشعر بلسانه لا بيده! وبفلوسه لا بفكره!
يكتب الشعر هذه الأيام كل «خبل» في الساحة كما تكتبه كل «شمحوطة» وجدت في بعض البدو بالذات ضالتها فهم يقرأون الجسد اكثر من وزن القصيد!
سميرة توفيق في عزها ومجدها كانت تسقط ثلاث مناطق في الدائرة الخامسة بغمزة عين على المسرح.. فكيف لا تسقطه امرأة ذات غنج وجمال وتتغزل بالرجل «اشكره»..
طولك ولمستك وحنانك ولون الشامبو اللي تستخدمه، هي العاشقة المتيمة به..
يكتب الشعر كل ساقط ولاقط.. وفي الماضي كان الشعر العربي الفصيح هو القصيد وهو الذي يعاني، أما اليوم فالشعر الفصيح يكاد يندثر أمام المد النبطي المدمر.
في الفصحى أفهم ان يكتبه «بربري» الأصل ولكن في النبطي كيف يمكن لإيراني أن يكتبه؟!
في هذا الزمن الذي تقام فيه بعض الأمسيات لشعراء بعضهم من الجنوس وبعضهم من «خريجي الطب النفسي»، جاءنا الشيخ خليفة علي الخليفة بكوكبة رائعة (الا ماندر) من الشعراء نسقها له الشاعر المبدع سعود الفهد في ليالي فبراير.
فزان القصيد وراقت الاسماع وطابت الحروف لمن يتغنى الشعر بهم بكل تأكيد.
الليلة هناك مبدع من رحم «آل عطا»، مبدع يتغزل بالكلمة وينسجها من رحم الطبيعة وجمالها الآسر.
مبدع يروّض الكلمة ويداعبها ويصنع منها فنا راقيا في زمن «بوس الواوا»!
هذه ليلة محمد مريبد العازمي التي هي وبكل أمانة ليلة للفن الجميل وللشعر النبطي الأصيل.
هي ليلة للأصالة والإبداع والرقي والأمانة، هي ليلة يتجمع فيها بإذن الله كل من يفهم الشعر ويعشق الشعر.. ويحترم الشعراء.
يا محمد.. في عيوننا انت شاعر المليون والمليونين والثلاثة..
والوعد معك الليلة، فسيتحرك من أجلك مدد يأتيك من شمال البلاد وجنوبها، مدد للكلمة ومدد للأصالة ومدد للتاريخ.
ابن عمي كما يقول اخواننا السوريون، لا تخف فنحن على المسرح معك، وفي القلب معك، وعلى الطريق معك فأمتعنا ولا تخف فالقاعة قد امتلأت قبل أن تبدأ الأمسية.
أوردت في مقالتي بالأمس ان النجم الهندي «شاه روك خان» ليس مسلما والصحيح انه مسلم، ولكن بغض النظر في الحالتين لا أستطيع الا ان اقول شكرا لـ «شاه روك خان» الانسان على فيلمه الأكثر من رائع «my name is khan».
https://www.alshohomi.com