هذا بالضبط ما يحاول أن يرسخه البعض في عقلية الناس، وهذا كذلك ما يريده بعض السياسيين لضرورات «الشو» السياسي الفاشل، وهذا ما يريده بعض الكتاب للظهور بمظهر المدافع عن حقوق الفقراء والمساكين وابن السبيل.
نعم بعض التجار حرامية، كما أنه في كل مكان هناك حرامية وبأشكال متعددة.
هناك سياسيون حرامية، وهناك إعلاميون حرامية وهناك شعراء حرامية، وهناك أطباء حرامية، وهناك فقراء كذلك حرامية.
وهناك تاجر شريف ويخاف الله ووطني، والأهم هو أني أجزم بأن ربع الشعب الكويتي على الأقل «تجار».
فمن يملك مصبغة أو يبيع في دكان أو يملك مطعما أو يبيع في سوق الجمعة كحال أصحاب المصانع والماركات والمتاجر العالمية ولكن الفرق فقط في القدرة والأداء والطموح والنفوذ.
إن سياسة الإحباط والتذمر من كل شيء خلقت جيلا غير راغب في الإبداع، لا يملك طموحا ليسعى إليه ولا يرغب في مستقبل معين ليعمل لأجله.
ما هي الفائدة حينما نصور المجتمع وكأنه ثلة من الحرامية، وما الذي سيعود على الناس من خير حينما نتهم الناس ونلقي العبارات دون تحديد أو تمييز.
لماذا أصبحنا في ثقافة البحث عن العيوب والنواقص في الناس نعيش ونحيا ونسعى.
التاجر بشر له أخطاء، مثله مثل أي إنسان آخر، وكم من تاجر ذي جبروت انتهى لأن غروره قاده للنهاية أو أخطاءه ساقته للهلاك.
وهناك تجار حافظوا على اتزانهم وهدوئهم أكثر من بعض السياسيين للأسف.
والغريب أننا جميعا نعلم بأن ثلاثة أرباع السياسيين هم تجار كذلك ولكن بشكل أو بآخر.
فمن يتاجر في كرامة الشعب وفي عقله وفي مقدراته من أجل الكرسي هو كذلك حرامي.
ومن يصور المجتمع وكأنه جزء من عصابة علي بابا، حرامي لأنه يصادر كرامة شعب وقيمه وعاداته الأصيلة.
أصبحنا نعشق أن نلوم الناس، ولم نفكر في لوم أنفسنا، ونتشفى في العالم وبعضنا «فشلة» من النخاع للنخاع.
وعموما التاجر الكويتي الذي أبهر العالم بسعة أفقه ودرايته ليس بحاجة لشهادة من عندنا.
وقبل أن أختم وحتى لا تفسر المقالة بأنها دفاع عن غرفة التجارة (حاشا لله) أقول إن المقصود من المقال فقط الكف عن اتهام التاجر الكويتي بأنه حرامي مع سبق الإصرار والترصد.
وأما الغرفة فإن إصدار قانون لها هو واجب وطني نحن جميعا مسؤولون عنه، وبدلا من خلط الأوراق علينا أن نشكر حسن جوهر وجريدة «الوطن» بالذات على إثارتها للقضية.
وليس عيبا أن نصحح الخطأ ولكن العيب كل العيب الاستمرار في الخطأ وخلطه مع صفحات أخرى لا علاقة لها بالأمر، فما بني على باطل فهو باطل بعيدا عن الحسابات السياسية، وأظن أن الجميع متفقون على ذلك، فكفانا بحثا في الخلافات.
www.alshohomi.com