ذهب يقدم رجلا ويؤخر اخرى، لا يعرف ما القوة الخفية الغامضة التي تدفعه للذهاب لمثل هذا المكان؟ وصل وفتح له الخادم الباب فدخل الى البيت، ثم الى غرفة بداخله ليجد نفسه امام رجل يجلس على كرسي مخيف، وتنتشر في انحاء الغرفة روائح الدخان الغريبة التي غطت على ملامح الرجل نفسه! اخذ يتلفت يمينا ويسارا ليفاجأ بحيوانات مخيفة الشكل محنطة على الجدران، فبدأت قواه تخور وكأن قدميه لا تستطيعان حمله فاستغل الرجل الجالس هذه اللحظة، واخذ يتفوه بكلمات غامضة وطلاسم عجيبة، ثم قال: «يطلبون منك ديكا أسود يتيما و...» هنا أيقن انه ضحية، وانه وقع تحت تأثير أحد الدجالين!
كنت اظن ان مثل هذه الاشياء كالدجل والشعوذة والسحر، وبمعنى اصح النصب على الناس، لا تجدي ولن تنفع او تفلح في القرن الحادي والعشرين، ولكنني فوجئت بأن الضحك على عقول البشر، ولو باستخدام اسم الدين، اصبح موضة هذه الايام، خاصة على الفضائيات.
تصور.. يمكنك ان ترى عدة برامج على اكثر من قناة فضائية كل مهمتها هي ان تستضيف شخصا يزعم انه معالج لحل الاعمال الشيطانية، ويقوم بتلقي اتصالات المشاهدين وبالفعل تنهمر المكالمات على هذه الفضائيات اما لحل الاعمال او طمعا في تفسير الاحلام، والمستفيد الوحيد من هذا كله هو...!
الغريب فعلا ان الكثير من الناس على مختلف ثقافاتهم مقتنعون بهذا الموضوع، بل يدعمونه عن طريق اتصالاتهم او برسائلهم (s.m.s)، وعند توجيه الانتقاد لهؤلاء الناس يقول بعضهم: يئست من عدم الشفاء، والحل الوحيد هو اللجوء الى هؤلاء الاشخاص، لعل وعسى ان اتعافى على يد احدهم؟ والآخر يقول: انا مقتنع بأن هذا حرام في الدين، ولكننا الآن في زمن غير الزمن! نحن في زمن التكنولوجيا وبما ان القناة الفضائية تستضيف مثل هؤلاء الاشخاص، فمن المؤكد انهم على دراية بحل هذه المشاكل!
انها مأساة بالفعل، أين ايماننا؟ وكيف ننساق وراء مثل هؤلاء الرجال؟ وأين لجوؤنا الى الله عند الشدائد؟ تأكد ان الله لن يتركك وعليك فقط ان تتوجه اليه بالدعاء من القلب.
[email protected]