لم أقف كثيرا أمام مجموعة جديدة ظهرت على «الفيسبوك» تتناول قضايا انفصال الرجال والنساء عن طريق الطلاق أو الخلع، تحت عنوان «طلقها وتوكل..اخلعيه وارتاحي»، لمعرفتي ان كل ساعة تظهر على هذا الموقع الاجتماعي آلاف المجموعات على هذه الشاكلة وفي لحظات يشترك فيها ملايين الأشخاص!
لكنني منذ يومين قرأت عن حادثة استشهاد شاب مصري يدرس ويعمل في ألمانيا، على يد زوجته الألمانية التي عللت أثناء التحقيقات قتلها لزوجها بوجود مشاكل بينهما، وأن «الشهيد» هددها أثناء مشادتهما الأخيرة بأنه سيحرمها من ابنهما، فما كان منها إلا أن استلت سكين المطبخ، وغرستها في قلبه مباشرة بكل قسوة، ثم اتصلت بالشرطة التي جاءت وأخذتها من منزلها، ثم أفرجت عنها لاحقا بحجة رعاية الرضيع!
لست هنا أناقش ضعف حجة الشرطة الألمانية التي أفرجت عن قاتلة معترفة على نفسها، وبالطبع الاعتراف سيد الأدلة، لكنني أحببت أن ألقي الضوء على مجموعة «طلقها وتوكل..اخلعيه وارتاحي» التي في البداية لم أعرها اهتماما، ثم وجدتني بعد الحادثة التي سردتها في السطور السابقة، أرجع إلى فتح صفحة هذه المجموعة على «الفيسبوك»، لأقرأ ماذا كتبته عن نفسها فوجدتها تقول «عادة ما تكون الحياة الزوجية أشبه بسفينة تسير في بحر عاصف، متلاطم الأمواج يستحيل لها أن تنجو، ما لم تكن هناك دفة تحفظ توازنها، بعض الأزواج يستمرون في زيجات فاشلة عشرات السنين رغم ما تشهده هذه الزيجات من مآس وكوارث لأسباب تتعلق بما يطلقون عليه «مصلحة الأولاد».
وتابعت: «أريد أن أتساءل، أليس من الأشرف والأجدى فض هذه العلاقة بالطلاق أو الخلع؟ أليس من الأشرف والأجدى والأنفع أن يذهب المرء بعيدا عن علاقة يسقط معها في اليوم مائة مرة حتى يحتفظ بشرفه وكرامته».
وأضيف إلى كلام هذه المجموعة «من الأفضل للإنسان أن يفض زواجا بأبغض الحلال، اذا فشلت كل طرق الصلح، لا للاحتفاظ بكرامته فقط، بل ليحافظ على حياته أيضا.. اللهم قد بلغت».