في العاشر من رمضان سنة 1393 هـ ، الموافق يوم السبت السادس من أكتوبر 1973، وفي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا، انطلقت أول شرارة لحرب العزة والكرامة للمصريين والعرب جميعا، حرب عرفــت بأسماء عــدة: «حرب أكتوبر»، «حرب تشرين»، «حرب يوم الغفران»، حــرب استطاع فيهـــا الجيــش المصــري عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف واستعادة شبه جزيرة سيناء من يد المحتل الإسرائيلي، ليجمع قادة جيوش العالم على أن القوة المسلحة المصرية قد نجحت في قهر المستحيل، بهزيمتها لجيش الغاصب الصهيوني الذي كان يزعم أنه «لا يقهر».
قبل بداية العمليات بأيام قليلة كان يمكن لقوات العدو الإسرائيلي مشاهدة القوات المصرية والتي لا يفصلها عنه سوى قناة السويس بعرض 180 مترا فقط، وهي بكامل أسلحتها ومعداتها على الجبهة تعد زوارق العبور وتجهز الفتاحات على الجسور، غير أن سلوك القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من الحرب كان دليلا عمليا على أنها أخذتها المفاجأة التامة، وقد تضاربت أقوال العدو وأدلته وشهادات قادته بعد ذلك حول هذه النقطة تضاربا شديدا، ففي مرحلة ساد القول بأنهم «رأوا ولكنهم لم يفهموا» وفي رأي آخر بأنهم «رأوا وفهموا ولكنهــم لم يصدقــــوا»، وما تفسير هــــــذا إلا أن الله عز وجل قد وقف إلى جانب المؤمنين المدافعـــين عن أرضهم، المستعينين به في الشهـــر الفضيل، شهر رمضان الكريم، والذين بدأوا معركتهم وهم يهتفون كالرعد: الله أكبر.. الله أكبر، وهنا زلزلت قلوب المحتلين ولم يفهموا ما يرون، قال تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون).
[email protected]