يحكى أنه حدثت مجاعة في قرية، فطلب الوالي من أهل القرية طلبا غريبا في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع، حيث أخبرهم بأنه سيضع قدرا كبيرا في وسط القرية، وأن على كل رجل وامرأة أن يضع في القدر كوبا من اللبن بشرط أن يضع كل منهم الكوب دون أن يراه أحد.
استجاب الناس لطلب الوالي.. وفي الليل ذهب كل شخص منهم متخفيا دون أن يراه أحد وسكب ما في الكوب الذي يخصه.. وفي الصباح فتح الوالي القدر.. فماذا شاهد؟ شاهد القدر وقد امتلأ بالماء.
أين اللبن؟ ولماذا وضع كل أبناء القرية الماء بدلا من اللبن؟ الواضح أن كلا منهم قال في نفسه: «إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية»، فاعتمد كل منهم على غيره، وظن أنه الوحيد الذي وضع الماء بدلا من اللبن، فكانت النتيجة.. أن الجوع عم القرية ومات الكثيرون منهم ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات.
هل تصدق، أنت أيضا تملأ الكوب بالماء في أشد الأوقات التي يحتاج بلدك منك أن تملأه باللبن؟ هذا يحدث عندما لا تتقن عملك بحجة أنه لن يظهر وسط الأعمال الكثيرة التي سيقوم بها غيرك من الناس، وأيضا تملأ الكوب بالماء.. عندما لا تدلي بصوتك في الانتخابات وتقول إن صوتي لن يقدم ولن يؤخر في نتيجة الانتخابات، فالباقون سيدلون بأصواتهم، رغم أن صوتك أمانة ويجب عليك أن تؤدي هذه الأمانة في وقتها المحدد لذا فعلينا ألا ننسى انتخابات مجلس الشعب في 28 الجاري وعليك ألا تتأخر فأنت محاسب عليها..حاول أن تملأ الكوب لبنا.
[email protected]