بسرعة شديدة بل ومبالغ فيها أيضا فتحت كثير من الجبهات النيران على الفتوى التي أصدرها الأزهر الشريف حول «الوجوب الشرعي» للمشاركة في الانتخابات البرلمانية غدا واتهموها أنها مسيسة.
والحقيقة أن الفتوى المقتضبة التي أصدرها رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، الشيخ مرزوق الشحات مرزوق، والتي تقول ان «من خرج من بيته قاصدا المشاركة في الانتخابات فهو في سبيل الله حتى يرجع»، بعيدة تماما عن التسييس، فهي تحث الناخبين على التصويت بقوة في الانتخابات، مؤكدة أن المشاركة واجبة، والمقاطعة حرام حتى ولو تأكد الانسان من عدم نزاهتها لان الساكت عن الحق شيطان اخرس، ولم يوجه الازهر ابدا لا في هذه الفتوى ولا في غيرها المواطنين للتصويت لحزب معين دون غيره فلماذا الهجوم عليه؟
فلابد للجميع أن يفهموا أن مهاجمة الآراء الأخرى لا يصح فيه التسرع، بل لابد أولا من الدراسة والتوثق، وأن ندرس كيف بنى هذا المفتي رأيه، ثم نعرض للوضع الذي نحن عليه، ونبدأ بطرح رأينا مشفوعا بدليله الناقض لرأي هذا المفتي.
واذا ابتعدنا عن فتوى الأزهر الشريف عن الوجوب الشرعي نرى انه لا أحد يستطيع انكار أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني ويجب على كل مواطن المساهمة في اختيار ولاة أمره، بدلا من المقاطعة غير المجدية.. أليس كذلك؟[email protected]