حين يسقط الزواج في اختبار الحياة وتصل العلاقة بين الزوجين إلى حائط مسدود، قد نسمع من أحد الطرفين مقولة «خلينا أصدقاء أحسن» وهذا يطرح سؤالا مهما جدا، هل الحب يمكن أن يتحول إلى صداقة؟
أظن ذلك ممكنا لكن بشرط ان يكون الطرفان في حالة نضج عاطفي قوامها: احترام مشاعر الطرف الاخر حين تبرد، فبكل بساطة لابد ان نتقبل اننا لم نصبح الحبيب المنشود الذي يتمناه الطرف الآخر.
وإذا تقبلنا هذا، فالحب يمكن أن يتحول إلى صداقة، بشرط توافر مبدأ حسن النية واحترام المشاعر الحقيقية، ولذلك اقول يمكن أن يتحول الزوجان اللذان أحبا بعضهما وتزوجا ثم انفصلا إلى أصدقاء، وتظل تربطهما علاقة حسنة، تعترف بقيم الحب الذي كان، وتحترم الأسباب التي أدت إلى نهايته.
لكن اتصور أنه إذا كانت هناك حالة خداع أو ابتزاز للمشاعر أو غدر بالحبيب، فالشخص المجروح لا يقبل أن يتحول الحبيب الذي جرحه إلى صديق، لأن هذا الأمر يستفز مشاعره، وربما يوقظ ذاكرة الألم في نظرته للحبيب الذي كان، وبالتالي يعجز عن القبول به كصديق في موقعه الجديد.
ولذلك أنادي بأنه إذا تحول الحب الى سراب واستحال استمرار الزواج بأن يتم الانفصال بكل تحضر وهدوء، لأن العلاقة بين الطرفين قد تتحول من حب سابق الى صداقة شبه ممكنة.. اقول قد.
[email protected]