لا شك في أن الموت أعظم ما يقع بالإنسان من الابتلاء له ولمن يتركهم بعده، وليعلم كل إنسان أن التشفي بالموت ليس خلقا إنسانيا ولا دينيا، فكما مات غيره سيموت هو، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك».
كان لابد من هذه المقدمة للاشارة الى وقوع احدى القنوات الفضائية العربية ـ للأسف انها عربية ـ في خطأ خطير إزاء تغطيتها لنبأ وفاة رمز الإسلام في العالم أجمع الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي، بصورة بدت وكأنها تدق الطبول فرحا بوفاته التي صورتها كما لو كانت انتقاما إلهيا منه بسبب ما عرضته من قضايا بصورة التشفي منه.
حيث راحت تقدم تغطية منحازة ضد المتوفى على طريقة «اذكروا مساوئ موتاكم»، وعرضت لقاءه برئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي شيمون بيريز، مركزة على أنه الذي سعى لمد يده للسلام عليه، ولقاءه بالحاخام الإسرائيلي ميشيل، رغم وصف البعض للقاءين بالعاديين لأنهما كانا في إطار مؤتمرات حوارات الأديان، كما أشارت إلى إجباره إحدى الفتيات على خلع النقاب لدى زيارته لإحدى المدارس الأزهرية، وغير ذلك من المواقف الاخرى التي عرضتها تلك القناة التي أقول لها: هل تناسيت أن فضيلة الإمام الراحل لا يمكنه الآن الدفاع عن نفسه، وأنك بهجومك على هذا الرمز الاسلامي الكبير تتجرئين على الدين أجمع؟ اتقي الله.
واخيرا نقول كما قال الشاعر الحكيم:
- فقل للشامتين بنا أفيقوا
- سيلقى الشامتون كما لقينا
[email protected]