الفيلسوفة الكبرى
في الثامن من الشهر الجاري اتجهت انظار العالم قاطبة الى بكين، التي ابهرت العالم بافتتاح دورة الالعاب الاولمبية السادسة والاربعين بروعة التنظيم وتنوع الفقرات والحضور المكثف من الجمهور ونحو 80 من قادة العالم يتقدمهم الرئيس الصيني يوجينتاو، ومنهم الرئيس الاميركي جورج بوش.
هذا الحدث الرياضي، والاهتمام العالمي به لا معنى له سوى اهمية الرياضة بكل انواعها في حياة المجتمعات والشعوب.
كم هو جميل شعار هذه الدورة «عالم واحد، حلم واحد» نعم هذا ما يطمح اليه العالم، عالم واحد هو عالم الرياضة والاخلاق الرياضية العالية بعيدا عن الحروب، والاطماع، والقتل والارهاب!
وحلم واحد، هو الميداليات الثلاث فكل من يشارك في هذه الدورة يطمع «وهو طمع مستحب» في الذهب، او الفضة، او على اقل تقدير البرونز.
هي ستة عشر يوما من المتعة البصرية الحقيقية، و204 دول متوحدة حالمة بالذهب والفضة والبرونز.
موسم سياحي كبير وسخي للتنين الصيني الذي عكس حضارته وثقافته وتقدمه في افتتاح اقل ما يقال عنه انه رائع.
الصين حديثة العهد نسبيا بالالعاب الاولمبية وتنظيمها واستضافتها للالعاب الاولمبية هي الاولى في تاريخها، فهي ثالث دولة آسيوية تنظم الدورة بعد اليابان وكوريا الجنوبية، ورغم احتجاج اغلبية الالمان على قرار اقامة الدورة في الصين، الا ان كل ذلك لم يضعف موقفها، ولم يمنعها من تحقيق رقم قياسي في التنظيم والروعة في الافتتاح وباقي ايام الدورة التالية.
ثماني سنوات من الاستعداد والتدريب لاحتواء حدث عالمي رياضي مشرف ما زلنا نعيش اجواءه باستمتاع حقيقي في اجواء صيفية شديدة الحرارة كم شعرت بالفخر وانا ارى علم بلادي الغالي يرفرف ضمن اعلام البلدان المشاركة، وكم تحسرت على الوضع المأساوي الذي تعيشه الرياضة في بلد لا ينقصه شيء سوى التخطيط الجيد، والبعد عن التكتلات والمصالح الشخصية التي أودت بحياة الرياضة فيه.
فهل يعقل ان يسافر 43 مدربا واداريا لـ 7 لاعبين لبكين ويكون مصروفهم 118 الف دينار «من اموال الدولة»؟!
كل هؤلاء الاداريين، والمدربين من اجل 7 لاعبين.. لماذا؟!
هل سيسجلون رقما قياسيا اولمبيا يخلد اسم بلادنا في ذاكرة العالم؟
هل سيحضرون الينا الميدالية الذهبية، يا ريت يحصلون ميدالية صفيح، ساعتها سنصفق لهم ونقول برافو!
أو لعلهم ذهبوا ليحضروا التنين الصيني من ذيله ويضعوه في ساحة الصفاة للذكرى!
كلنا يعلم المأساة التي تعيشها الرياضة في بلدنا، وكلنا يعلم ان المشاركات العالمية والقارية وحتى الخليجية لنا ما هي الا تحصيل حاصل، بل بتنا كجمهور رياضي محب للرياضة وسمعة بلدنا نتمنى ألا نشارك في المحافل الدولية والقارية والخليجية حفظا لماء الوجه.
وأنتم يا أعضاء الوفد المرافق للاعبينا في الصين، مبروك عليكم السياحة في الصين، ومن ميزانية الدولة، وعيني عينك «لا تنسونا بالصوغة».