الفيلسوفة الكبرى
توالت الرسائل القصيرة والاتصالات عليّ هذا الاسبوع بشكل مكثف من بلاد الشام ومصر الحبيبة وشمال أفريقيا، كلهن يسألن: هل تم تأجيل بدء الدوام الرسمي للهيئة التدريسية بوزارة التربية؟
اجابتي لهن كانت واحدة، استمتعن بها ليومين، «الدوام لله وحده» الدوام 1/9/2008 فيصيب موبايلي الصدمة، وينخرس لايام، لا حس ولا خبر، ثم يعاود رنين الرمق الاخير، الكل يسأل الاجابة ثابتة كوكيل الوزارة لا تتغير.
شخصيا تمنيت كغيري تأجيل الدوام لما بعد شهر رمضان والسبب ليس تزامن بداية الدوام مع بداية الشهر الفضيل، بل لانني استمتع باجازة صيفية، هادئة، جميلة تعودت خلالها على التمرغ بدلال الراحة والكسل والدلع، نهاية العام الدراسي الماضي انشغلت الاوساط التربوية وشغلت الجميع بالحديث عن تأجيل او عدم تأجيل العام الدراسي الى ما بعد شهر رمضان، كان الكل يرجو التأجيل، وكنت اتلاعب بأعصاب زميلاتي هازئة، ام عادل « اقصد وزيرة التربية الفاضلة» لن تؤجل الدراسة ولا ليوم واحد، انا اعرف طريقة تفكيرها.
انشغلنا طوال بداية الاجازة الصيفية بأصوات تتعالى من اعضاء مجلس الامة السابق والحالي، والمرشحون الناجحون، والمنهزمون، ومجلس الوزراء بين مؤيد ومعارض لهذا التأجيل، فالكل كان يزايد، والكل كان يترقب والحمد لله لم تصل وزيرة التربية لمنصة الاستجواب للمرة الثانية بسبب عدم التأجيل، فلقد اصبحت هواية بعض نوابنا الافاضل الحديث عن منصة الاستجواب، نعلم ان القرار ليس بيد وزيرة التربية وحدها، والقرار ليس ارتجاليا وليد اللحظة، فهي تقدم تصورها ورؤيتها لمجلس الوزراء والذي بدوره يقوم بدراسته ومن ثم يتخذ القرار.
المشكلة التي تواجه المدرسين والمدرسات الوافدين انهم عاشوا على امل تأجيل الدراسة، خصوصا وانهم كانوا يمنون انفسهم بقضاء بعض من ايام وليالي شهر رمضان المبارك في بلدانهم، فكانت العودة، انهم الآن يعيدون ترتيب اوراقهم وحساباتهم، فالضغط متزايد على مكاتب السفر وخطوط الطيران هذا لمن يعود عن طريق الجو، اما من يعود عن طريق البر وهم الاغلبية فإنهم يعانون الامرين، فالرحلة برية متعبة وطويلة لمدة تتجاوز الثلاثة ايام في اجواء صيفية ساخنة جدا جدا، بالاضافة الى المعاناة للحصول على تأشيرة المرور من اراضي المملكة العربية السعودية او من سفاراتها في تلك البلدان، وكلنا يعلم الضغط الكبير هذه الايام على التأشيرات للراغبين في زيارة الاراضي المقدسة.
السيدة الفاضلة وزيرة التربية منذ تسلمها الوزارة في الحكومة السابقة وهي بين المطرقة والسندان.. فوزارة التربية ليست من الوزارات السهلة الانقياد، كما ان مشاكلها وهمومها كثيرة ترجمها الوزير السابق د.احمد الربعي بـ«الهرم المقلوب»، كما ان التيارات السياسية في البلاد تتربص بها وتنتظر اقل هفوة لاسقاطها من الوزارة كما فعلت مع زميلتها السابقة وزيرة الصحة د.معصومة المبارك، رغم ان وزيرة التربية خذلتهم باستجوابهم السابق، وانتصرت، الا انهم لا ييأسون.
ناهيك عن ضيق وتذمر الكثير من اعضاء الهيئة التدريسية والادارية من سياستها في الوزارة، شخصيا تعجبني هذه المرأة ودائما اقول ليتها تعطى فرصة لتصلح ما افسده الدهر، فهي لاتملك العصا السحرية لتحل بها كل مشاكل وزارتها.
انها ابنة وزارة التربية، وتعرف خبايا وخفايا هذه الوزارة، فهي تحاول مع مساعديها ووكلائها ان تصل الى بر الامان بهذه الوزارة.