الفيلسوفة الكبرى
تمر الذكرى السابعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي ما زالت تلقي بظلالها على العالم، مازال البعض يفكر كيف تم اختراق أمن أقوى دولة في العالم وتفجير مركزي التجارة في قلب نيويورك دون ان يشعر احد بذلك المخطط الاجرامي، في حين استسلم البعض لنظرية ان تنظيم القاعدة وراء هذا الحادث الذي هز أميركا والعالم بعد ان صرح بن لادن وجماعته بمسؤوليتهم تجاه ما حدث، ليظهروا امام الرأي العام الاسلامي بمظهر الابطال الذين اخضعوا اميركا لارادتهم ودمروا اقتصادها وأمنها، «اذا اخذنا بعين الاعتبار موقف الولايات المتحدة السلبي من قضايا العالم الاسلامي فلن نفاجأ بشماتة العرب والمسلمين مما حدث لها».
وامام الرأي العام العالمي بالارهابيين اصحاب العمائم الذين يدينون بدين متطرف يبيح قتل الابرياء ويروع امن الآمنين.
لا شك في ان هذا الحادث ألقى بظلاله على الحياة العامة في اميركا، وكذلك على القيادة السياسية في الولايات المتحدة فهي في موقف لا تحسد عليه فراحت تشن حملات عشوائية وفي كل الاتجاهات على العالم الاسلامي في محاولة يائسة منها لمطاردة اشباح موهمة نفسها انها تقضي على الارهاب والارهابيين كأن الارهاب فقط في العالم الاسلامي والعربي، حتى انها راحت تسمي نضال الشعوب والدول في نيل حقهم وحريتهم وبسط سيادتهم على اراضيهم ومنهم الشعب الفلسطيني بالارهاب.
كما اطلقت حملتها الصليبية على كل ما يسمى بالاسلام فلم يسلم من بطشتها المسلمون الاميركيون، وتحديدا الشرق اوسطيون الملتحون منهم وغير الملتحين، فراحت تعتقل وترحل من تقع عليهم يديها ظانة انها بذلك تستطيع ان تصل الى اليد التي عاثت بأمنها وامانها، حتى من كان قريبا من مكان الحادث ومن ليس له ناقة ولا جمل فيما حدث غيبته في دهاليز سجونها ومعتقلاتها وفي لحظة اصبح الاسلام رديفا للارهاب، واصبح الاسلام مطاردا في بقاع الارض من قبل الادارة الاميركية.
فلا يهم الفهم الحقيقي للاسلام، المهم ان يقصف على كل ما يمت للاسلام بصلة وليت ذلك شفى غليلهم او اظهر الحقائق، ما زالوا يتخبطون بافتراضاتهم واستنتاجاتهم.
نعم جعلوها حربا صليبية على الاسلام والمسلمين، وحاولوا ان يلصقوا ما حدث بالاسلام، الا انه وبعد هذه السنوات عليهم ان يتأملوا حقيقة ما حدث، ففي غفلة منهم اخترقت طائرة اجواءهم وشلت اجهزة تنصتهم عالية الكفاءة، واجهزتهم الالكترونية التي لا مثيل لها في العالم ونفذت ودمرت بحرفنة شديدة الذكاء والدقة، فهل يعقل ان يكون ذلك كله تخطيط جماعات ارهابية، غوغائية، تستوطن الكهوف، وتتسربل بثياب بالية رثة، مهما امتلكت من تسليح واجهزة؟!
لم لا يكون ما حدث تخطيط دولة منظمة تمتلك جهازا مخابراتيا دقيقا وعالي الجودة استطاع ان يضحك على الاميركان جميعا ويمر بأجوائهم وامام اعينهم ليدمر اقتصادهم وامنهم ومن ثم يخرج لهم لسانه ويدير ظهره لهم ويعود لدولته يحتسي كؤوس النصر والنشوة وهو يشاهد حجم المأساة التي تعيشها الولايات المتحدة!
الحقيقة التي يجب على الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الدول ان تستوعبها ان الاسلام لا يمثله تنظيم القاعدة ولا اسامة بن لادن، فهو حالة فردية لا تمثل الا نفسها وفكرها، وانه اختار هذا الطريق دون ان يكون للاسلام ولا بقية المسلمين دخل في ذلك.