التاسع من رمضان كان يوما مظلما حالك الظلمة أسود كسواد فكر ذوي الجهالة التكفيريين، أسقطت فيه يد السفه 27 روحا زكية ساجدة في خضوع لله في صلاة يوم الجمعة، وأودعت المستشفى 227 مسلما طاهرا في حالة تتراوح شدتها بين الحرجة والبسيطة كلهم كانوا يرددون سبحان ربي الأعلى وبحمده، دخل السفيه الجاهل حرم بيت الله وهو يردد بجهل هو عين الكفر «الله اكبر» ثم اشعل فتيل حزامه الناسف.
كان هو ومن أرسله يظنون أن حزامه الناسف سيدمر أيضا وحدتنا الوطنية وتماسكا وتآخيا عشنا في ظلهما أكثر من 300 عام بنينا معا خلالها ومعنا أبناء القبائل كويتنا بأصحاحها وأخطائها بما انجز وما ينتظر، فمعا قصرنا ومعا أجدنا، في تاريخ مشرف نفخر به ونباهي به الأمم، وبقدر ما نكره الإشارة إلى طرفين في إسلامنا ومجتمعنا إلا أن حادث جامع الإمام الصادق الإجرامي أثبت أننا شقان في التفاصيل فقط، لكننا واحد في الأصل تماما كما ينبغي أن يكون لأمة لها سمات الكويتيين وطبعهم.
بكت الكويت كلها، لم يبك الشيعي وحده ولا السني وحده، اختلطت دموع الجميع واجتمع تصميمهم على حفظ الوطن والوحدة الوطنية، واتفقت ضمائرهم على أننا وحتى نكون جاهزين لكل الاحتمالات مستقبلا علينا الاهتمام بالتالي:
1- إظهار تقديرنا وفخرنا بصاحب السمو، حفظه الله ورعاه، لزيارته جامع الإمام الصادق وتفقده شخصيا عمليات الإخلاء والتحقيق الجنائي إذ طمأنت دموعه الأبوية الوطن كله أنه بيد أمينة.
2- إبراز الترحيب الشعبي والتقدير الكامل لتصريحات أئمة الشيعة من خارج الكويت مثل الإمام السيستاني والإمام مقتدى الصدر، حفظهما الله المتعاطفة مع الكويت.
3- مراجعة سياسات الدولة لتحقيق استجابة أسرع لمطالب شيعة الكويت في التوسع في بناء مساجد وحسينيات الشيعة.
4- الحرص على توجيه الخطاب الديني في مساجد الكويت لخدمة اللحمة الوطنية واحترام مكونات الشعب الكويتي والمزيد من التدقيق على أموال التبرعات منعا لان توجه لرعاية الإرهاب والتشدد مع من يقوم بذلك.
5- تلتزم أجهزة الاستخبارات بالتعاون مع الخارجية الكويتية لتقصي وجود مؤامرة دولية دفعت بعملية الغدر أو تمهد لما هو أخطر مثل مشروع تقسيم دول المنطقة بنشر الفوضى الخلاقة فيها كما هو حال بعض دول الربيع العربي.
6- النظر بجدية وباستعجال لتغيير المناهج الدراسية التي لا تهيئ النشأ لمقاومة دسائس الفرقة بين مكونات الأمة وتتساهل مع المفاهيم المتطرفة.
7- على جميع الأطراف تبني مشروع للمصالحة الوطنية يطرح للنقاش على جميع القطاعات وتعرض نتائجه وتوصياته للاستفتاء الشعبي الشامل لإقرارها ومن ثم تحال كتوصيات ملزمة التنفيذ للحكومة من خلال مجلس الأمة.
8- نؤكد على دور الجمعيات التطوعية في التخفيف على ذوي الشهداء والجرحى بملازمتهم وعونهم.
9- إن علينا استثمار الشعور الغامر الذي امتلأت به الصدور بأن الكويت تعاد ولادتها بوضع إستراتيجية بناء وتنمية تتجاوز أخطاء الماضي وتركز بطرق علمية على ترسيخ الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات الطائفية والفئوية، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
[email protected]