نعيش حالة معقده اختلطت فيها الضغوط الإقليمية والدولية بالتراخي في ادارة الدولة فدخلنا في حلقة مفرغة لا يبدو لها نهاية، فما بين «عاصفة الحزم والأمل» الدائرة رحاها وخطر داعش واشباهها على استقرار وأمن المنطقة مرورا بانهيار أسعار النفط وازدياد تدخل ايران في الاقليم وانتهاء بخطر تقسيم البلاد ضمن مشروع برنارد لويس لتطبيق النظام العالمي الجديد على دول الخليج والمنطقة سيطرت حالة من القلق والاحباط على الكويتيين هي دائما ما تتبع حالات الغموض والعجز عن ايجاد الحلول للخروج من دائرة الازمات وتسوء هذه الحالة كلما طال الأمد بالحيرة عند افراد المجتمع. في مثل هذه الازمنة الصعبة والمعقدة على الدولة ألا تتأخر في وضع تصورات عاجلة لحلول طويلة الأمد يشترك المجتمع عن طريق نخبة متخصصة في صنعها، والمؤسف ان الدولة لم تقدم على أي من هذا حتى الآن وربما لم تنتبه لضرورته.
المواطن المرفه في الكويت والذي يسافر أكثر من مرة في السنة للسياحة ليس مستعدا للمخاطرة باستقراره ورغد عيشه ولا يريد المساس بحالة التوازن الدستوري بين الحكم والشعب وكل ما تريده اغلبية الامة المستنيرة هو تغيير مؤسسي كفيل بتحقيق التنمية، والارتفاع بأداء الموظف الى ما كان عليه في الستينيات أو أفضل والقضاء على الفساد الذي استشرى في غفلة من الرقابة الشعبية الجادة والى تطوير الخدمات المباشرة مثل الصحة والتعليم ومعالجة تراكم طلبات السكن ووضع الخطط الكفيلة بإزالة شبح البطالة عن طريق الزام القطاع الخاص بالمساهمة في وضع الحلول وتطبيقها والتركيز على المشاريع الانمائية التي تتيح تعيين الكويتيين كما يريد المواطن الحد من التضخم وغلاء الأسعار بفرض رقابة جادة وعقوبات رادعة للمتسبب فيه.
في المجمل هذه اهم الأولويات على صعيد الداخل التي لا يمكن التنازل عنها ولا تأجيل علاجها.
اما في شأن السياسة الخارجية فإن الأمة تنتظر من الدولة والمعارضة التقليدية الكشف عن رؤيتيهما لاحباط مشروع اعادة تقسيم دول الاقليم والشرق الأوسط وبأن تستفيد الدولة من مساعدتها الخارجية السخية في تعطيل تأثر البلاد بهذا المشروع، وتؤمن النخب المؤثرة بان الحل هو في الوحدة الخليجية وتريد من الدولة توجيه سياستها الخارجية والاعلام لتحقيقها.
الكويتيون ينتظرون من الدولة ان تكشف عن موقفها تجاه التطرف الديني والجماعات المؤيدة له واستراتيجيتها لردع هذه التنظيمات بما في ذلك الضغط عليها لاتباع الاسلام الوسطي الصحيح أو حلها قانونيا كما هو الحال في الشقيقات مصر والسعودية والإمارات.
هذه هي هموم المواطن الكبرى والتي تشكل جزءا كبيرا من انشغالاته المعطلة للانتاج والمتسببة في عدم الاحساس بالرفاه الذي يعيشه.
[email protected]