في العام ١٩٧٢ وكنا طلبة في السنة الأولى للدراسة الجامعية في القاهرة تعرفت على الأخ والصديق العزيز م.أحمد الجسار.. أكثر ما يشدك إلى هذا الرجل ابتسامته التي لا تفارق محياه، والتي سريعا ما تتحول إلى ضحكة بريئة تشمل جسمه كله الذي يبدأ في الاهتزاز مع قهقهة مكتومة كضحكة طفل صغير يملؤه الفرح.
بعد أن تعارفنا ونشأت بيننا - ولله الحمد- صداقة متينة عرفت سبب ابتسامه الدائم وسرعة قهقهته، إنه نقاء سريرته وصراحة مشاعره.
أحمد مهندس ناجح دقيق إلى أقصى درجات الدقة شفاف كما لا يمكن لأحد أن يكون وفيّ لأصدقائه، دمعته قريبة، لكنه حازم في الحق، نقي كما يمكن تصور النقاء، عفيف كما هي العفة في أجمل صورها، متدين وبار بوالديه، هكذا كان وهكذا استمر طيلة عمله في وزارة الكهرباء، آخر لقاء لي به كان في عزاء العم المرحوم والده فوجدته كما هو عندما عرفته أول مرة.
احترم القضاء ولست أناقش أحكامه لكنني - ومعي كثيرون - أشك في بنيان الاتهام وكيدية الشهود، فليس أحمد الأول ولن يكون الأخير الذي تظلمه الكيدية، وانتفاء الدقة في التهم الموجهة إليه.
المصاب عظيم لكنك أكبر منه، فتماسك أخي.
قال تعالى: (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين.)
مريم الآية: ٣٨.
[email protected]