كنت قد كتبت قبل فترة عن برنامج برنارد لويس لتقسيم الشرق الوسط وتطرقت الى ارتكاز البرنامج على إشعال ما يسمى بالفوضى الخلاقة عن طريق افتعال الخلافات والفتن الطائفية للوصول الى رغبة شعبية في تقسيم البلاد كما هو حال العراق حاليا، وذكرنا أن مصر هي المستهدفة اولا بهذا البرنامج، ونقترح على القارئ الكريم قراءة ما كتبناه والمتوافر في القسم الخاص بي في أرشيف الكتاب تحت عنوان الثعلب العجوز والجريمة.
بنيت خطة تنفيذ المشروع على ان يبدأ تقسيم مصر اولا لسهولة سقوط الدول العربية تباعا بعدها، وجرى اتفاق بين الإدارة الاميركية والرئيس السابق على اقتطاع جزء من شمال سيناء تضم له غزة ليشكل الدولة الفلسطينية الجديدة التي تخضع لحكم حماس وتستوعب إسكان فلسطينيي المهجر وسكان الضفة وغزة من الفلسطينيين، وتستحدث دولة جديدة لتضم كل قوى الإسلام السياسي المتطرف مثل القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية حتى يكونوا جميعا تحت رقابة وطائلة اسرائيل. ويقتطع من الجنوب المصري حلايب وشلاتين تضمان للسودان والذي سيعاد تقسيمه بدوره وتبقى الدولة المصرية السنية في المنطقة الوسطى، اما قناة السويس فتدول السيادة عليها.
تقول مرشحة الرئاسة الأميركية حاليا ووزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون في كتابها الأخير «خيارات صعبة»
hard choices انها سافرت الى اكثر من مائة وعشرين دولة أخذت تعهدات منها بالتصويت لصالح قيام الدولة الفلسطينية والإسلامية الجديدة في سيناء، ولولا قيام ثورتي 30 يونيو و2 يوليو في مصر لقسمت مصر ولتوالى سقوط الدول العربية وراءها بسهولة ويسر، فالعراق وسورية قد أشرفت كلاهما على التقسيم الى ثلاث دويلات وسيتم ذلك بقبول شعبي واسع فيهما رغبة في الخلاص من التطاحن الطائفي القائم حاليا، كما ان دور دول الخليج قد أزف، فالبداية كانت ستكون من الكويت باقتطاع الجزء الشمالي منها ليضم إلى الدولة العربية الشيعية التي تشمل جنوب العراق وعربستان والمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية ويظل باقي الكويت سنيا، يلي تقسيم الكويت تقسيم المملكة العربية السعودية إلى إقليم الحجاز وفيه مكة والمدينة وسيتم تدويله أو توكل إدارته للأردن ويبقى الجزء السني في نجد والرياض وهو الجزء الأوسط من المملكة.
٭ إقليم عربستان هو إقليم عربي (الأحواز) احتلته إيران عام 1925م، اكثر من 70% من سكانه من السنة رغم محاولات إيران لتشييعه، وهناك ثورة انفصالية بدأت بوادرها فيه وعلى دول الخليج دعمها لكون الإقليم حاجزا طبيعيا مهما يفصلها عن إيران.
***
ندعو القارئ الكريم إلى استنباط دور قوى الإسلام السياسي التي لم تسع لوأد الفتنة الطائفية بل شاركت في تأجيجها واستدعت بشكل أو بآخر فرق المتشددين والتكفيريين الذين كانوا بمنزلة الوقود الذي صب على نار الاقتتال الطائفي.
لم يعد هناك رابح ولا خاسر ولم يعد هناك أبرياء، فالأوطان هي الخاسرة وهم كلهم مجرمون وقد ربحوا فقد نفذوا المخطط بنجاح.
٭ نتقدم إلى الأمة الفرنسية بخالص العزاء على مصابها الجلل نعزي كل زوجة وكل أم وكل اسرة فرنسية ورؤوسنا منكسة خجلا ونبرأ إلى الله ويبرئ الإسلام من فعل جماعة مجرمة بدأت إجرامها في بلادنا المسلمة ثم امتدت إلى أصدقائنا العزيزين، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
لن تطفئوا نور باريس.
[email protected]