الصراع الطائفي قديم قدم التاريخ الاسلامي ونشأ تلبية لمصالح دنيوية لا على اساس خلافات شرعية، لم تكن المصالح لأقطاب الصراع من الصحابة الاجلاء- رضي الله عنهم- بل كانت للمحيطين بالإسلام الناشئ الذين اسبغوا على مصالحهم في الخلاف عبر تاريخه واجهة شرعية انطلت على العوام وقبلوها حجة ضد الآخر في صراع أوهموهم بانه دفاع عن دين الله فتصلب اتباع كل طرف في وجهة نظره ضد الآخر الذي رآه مارقا من الدين، ومع تصاعد الخلاف صار يراه كافرا به، وتكفلت السنون وغلبت المصالح وازداد أصحابها في تجذير الخلاف وتأسيسه على أسس شرعية وتطور ليصبح مدعاة لصراعات دولية بمعنى ان المصالح باستمراره توسعت وتأصلت فأصبحت هناك دول دينية قائمة على هذا المذهب أو ذاك ودخلت هذه الدول في صراعات سياسية عقائدية.
يمكننا الوصول إلى سبب فشل محاولات التقريب فالخلاف صار عقديا لا يمكن التنازل فيه أو هكذا يظن أو يريد كل طرف أن يظهره، وعليه فلن تنتج محاولات التقريب إلا المزيد من الفرقة وتجذير الشقاق في المجتمع وتدفع بالمنتفعين والمتهورين الى التسارع والتداعي لحماية دين الله من زندقة الآخر باليد أو باللسان أو بالقلب !
إن حل الاختلاف بين الدول أمر سياسي واقتصادي معقد لن نتطرق له في هذه العجالة، أما على مستوى الدولة الواحدة فالحل في تجميد الخلاف بعدم التطرق إليه وذلك بفرض قانون متشدد يمنع تعريض كل طرف بالآخر وإصدار قانون متشدد تحرص الدولة على المساواة بين الجميع عند تطبيقه وعدم التساهل فيه على أن يصاحبه تدريس للمذاهب في جميع المراحل الدراسية، فالطبيعة البشرية تخاف من المجهول وتشك فيه فإذا كشفنا حقيقة كل مذهب كما يراه أتباعه دون التعرض لمصداقيته من عدمها أزلنا الخوف من المجهول من المعادلة وزودنا النشأ باجابات وحجج ضد أصحاب المصالح في الصراع يكشفونهم أمام جيلهم وعموم المجتمع.
لنقل ان الحل ليس لجيلنا ولكن لنحافظ على الأقل على أبنائنا ونزودهم بسلاح الحقيقة يواجهون به زيف أهل المصلحة في الصراع أملا في خلق مناخ ملائم لحل هادئ في المستقبل.
[email protected]