العام 2015 كان مختلفا تماما عن السنوات الثلاثين التي سبقته، فلقد استرجعت فيه نوعا خاصا من المتعة، وأعني بها متعة الرياضة وخسارة الوزن او الرجيم.
فجأة اكتشفت ان وزني بلغ اكثر من 110 كيلو غرامات وبأني لابد ان اعتمد على الحاجز الجانبي لدرج المنزل، والا فلن اطيق صعود 12 درجة للدور الاول من منزلي وعلي استخدام المصعد!
اكتشفت أنني اصبر على عطشي حتى تمر الخادمة بالصالة فاطلب منها ان تأتيني بزجاجة ماء، ولاحظت اني كنت لا اكتفي بالصحن المليء للغداء، فلابد ان ازيده النصف كما انني لم اعد اكتفي بعلبة واحدة من الشيكولاتة بعد الغداء، فكنت اختلس من نفسي علبة اخرى لي! كنت اقرر كل يوم البدء بالريجيم واعدل بنفس السرعة عن قراري، الا انني في مطلع العام ٢٠١٥ اتخذت قرار التغيير واشتريت اول دراجة ثابتة لي وجهازا للجري والعديد من الاوزان وضعتها في صالة بمنزلي جهزتها لهذا الغرض.
في اليوم الاول أمضيت مع تجهيزاتي عشر دقائق متقطعة كنت اخرج كل دقيقتين من صالة التدريب الى صالة الجلوس فيغلبني الندم واعود الى تجهيزاتي ثانية على عجل، مضى الاسبوع الاول حققت فيه معدل تدريب يومي لا يزيد على 5-7 دقائق إلا ان الشهر الاول لم يمض الا وقد كنت اجلس على دراجتي لخمس عشرة دقيقة متصلة واحقق سرعة تبلغ 12 كيلومترا في الساعة! وكنت قد حرصت من اليوم الاول للتدريب على أن ألتزم ببرنامج للريجيم اتناول خلاله 1200 سعر حراري فقط.
أعاني منذ ثلاث سنوات من التهاب في الاعصاب الطرفية لا يسمح لي بالنوم اكثر من 2-3 ساعات يوميا، ما يجعلني قليل النشاط في النهار ويبقيني ساهرا الليل كله في ألم، غير انني لاحظت مع بدئي للريجيم والرياضة ان حالة الخمول وعدم التركيز التي اعاني منها نهارا تحسنت بعض الشيء، فخلق في هذا مع نزول وزني شغف للرياضة كشغف الادمان عليها، فلم أعد أستطيع التخلي عنها ولو ليوم واحد.
مضت الشهور كنت اشعر بالعافية فيها تزيد يوما بعد يوم لدرجة أنني لم اصب بالامراض الموسمية المعتادة.
تمكنت من ان اصل الى 110 دقائق اقضيها في رياضة متصلة يوميا وبمعدل للسرعة على الدراجة بلغ 42 كلم/ الساعة وهي سرعة متسابقي الدراجات الهوائية عند الاقتراب من خط النهاية، وكنت اهرول لما يزيد على 5 كيلومترات يوميا وخسرت 24 كيلوغراما، كل هذا الانجاز الممتع خلال 11 شهرا فقط! لقد حققت اعجازا وانا في الستين من عمري جعلني اعيش اجمل انواع السعادة.
بادرني العام 2016 على غفلة مني بمصاعب صحية متزايدة وتمكن اجتماع الالم في اقدامي ويدي ليلا وما يوجبه من سهر طويل وتراجع حالة الكلية اليمنى الصحية وحاجتها لعملية جراحية ضرورية، وهو ما أثناني عن ممارسة رياضتي وجعلني أهمل الريجيم بحجة اقتراب موعد العملية، فخسرت لياقتي واسترجعت الوزن الذي فقدته وزدت عليه حتى صعب عليّ الوقوف واضطررت لاستخدام عصاة أتكئ عليها، ثم ساءت الحالة اكثر فاضطررت لاستخدام الكرسي المتحرك، فقد تعذر علي المشي لاكثر من 10 امتار!
اليوم وأنا في غرفتي بالجناح 4 بالمستشفى وقد تحدد الاسبوع القادم لإجراء عمليتي، يطغى عليّ شعور بأنني مستعد لاتخاذ قرار آخر سيغير حياتي ثانية ويعيد اليّ متعة 2015 المتميزة ولم يبق علي الا تجاوز العملية بنجاح، وسأفعل ذلك، أعلم أنني سأفعل.
[email protected]