من الأسباب التي أعاقت وتعيق إبداع الوزراء في تنفيذهم لأعمالهم على امتداد حكومات الكويت المتعاقبة، العدد المحدود لأعضاء الحكومة والمقيد بنص الدستور بألا يزيد على ثلث أعضاء المجلس الخمسين اي لا يزيد على 16 وزيرا منهم رئيس مجلس الوزراء، ومن هذه المعوقات غير الظاهرة للعامة بينما تشكل ركنا رئيسا في عمل الوزراء وتأخذ منهم جل وقتهم:
1- ضرورة متابعة الحالة السياسية المحلية والدولية وانعكاساتها على الأوضاع الداخلية وامن البلاد واستقرارها والحاجة لتحديد الأسلوب الأمثل للتعامل مع دول الجوار المؤثرة.
2- مراقبة موقف الرأي العام المتغير باستمرار من اداء الحكومة والسعي الدائم لتحقيق مطالب الأمة وطموحاتها.
3- متابعة قرارات وآراء أعضاء مجلس الأمة حول أداء الحكومة، وأسلوب التعامل مع النواب بمختلف توجهاتهم بما في ذلك نواب الخدمات ممن يتقدمون بطلبات استثنائية وعلى الوزير ألا يظهر تزمتا لافتا ولا ليونة مفرطة في تعامله معهم، وعليه ان يحرص بألا يخل بالتفاهم بين الحكومة والنواب ما امكن شريطة عدم التفريط في حقوق الأمة او موازين العدل بين المواطنين.
4- كثيرا ما يكلف الوزير بوزارة أخرى بالإضافة إلى مسؤوليته عن وزارته والهيئات التابعة لها وهي مسؤوليات لا تقل أهمية ولا تعقيدا عن ادارة الوزارة التي يرأسها.
5- لما كان الوزراء غير مدربين على مهام مناصبهم ويتأقلمون عليها عادة بالتجربة والخطأ فإن إنشاء أكاديمية لإعداد القادة عامل مهم لتهيئة وتأهيل الجدد منهم لمهامهم ولعقد دورات تطوير الأداء لكل اعضاء الوزارة اثناء خدمتهم.
مما تقدم يمكن الاستنتاج ان قلة عدد الوزراء وتعدد مهامهم عامل مهم في تعطيل أي تطوير لأدائهم، ولذا فإن المعالجة يجب ان تنصب على اتاحة وقت كاف لهم لتحقيق طموحات الامة وتطوير عمل وزاراتهم والإبداع فيه، ولما كان عدد الوزراء مقيد بنص الدستور فإن البديل هو تعيين نوابا للوزراء يقومون بالجزء التنفيذي والإداري من مهامهم نيابة عنهم وبالرجوع اليهم ومن اهم مهام نائب الوزير:
1- متابعة أداء الوزارة مع الوكلاء ودرجة تحقيقها لأهدافها ومراعاتها لتقارير جهات الرقابة بخصوصها وضبط الميزانية وتدقيقها وتحسين الأداء بالوزارة.
2- متابعة قرارات وأسئلة البرلمان وطلبات النواب التي يحيلها له الوزير وإعداد الردود عليها واتخاذ ما يلزم بشأنها بعد اطلاع الوزير وأخذ توجيهاته.
3- متابعة الهيئات التابعة للوزارة والرقابة على إدارتها بنفس نمط التعامل مع الوزارة.
لا شك ان هناك عوامل وأسبابا أخرى متداخلة تتسبب في المستوى دون المأمول لأداء الوزراء لكننا اردنا معالجة اكبرها اثرا والتي بعلاجها يمكن الانتقال بعمل الوزير من التقليد والجمود الى الإبداع.
[email protected]