يبلغ تعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السكاني 80 مليون نسمة وهي تمتلك رابع اكبر احتياطي للنفط وثاني اكبر احتياطي للغاز في العالم! ولا يتجاوز دخل الفرد السنوي فيها 11 ألف دولار أي ما يعادل دخل الفرد في باربيدوس و ليتوانيا وتايلند وأقل من دخل الفرد في لبنان وسورينام واذربيجان! في الوقت الذي لا يقل فيه دخل الفرد في دول الخليج العربية عن 50 ألف دولار ووصل في الكويت إلى 96 ألف دولار.
تضاعفت الميزانية العسكرية - المعلنة - في إيران 128% لتبلغ 12 مليار دولار من إجمالي ميزانية 2017-2018 وبلغت ميزانية الحرس الثوري 7 مليارات دولار، بينما تنفق إيران على اذرعها المقاتلة في اليمن و حزب الله في لبنان وفي مناطق أخرى من العالم ما يقارب الـ 20 مليار دولار وفقا لتقرير ديفد جولدمان المنشور في “آسيا تايمز”، وقد دفعت زيادة الإنفاق العسكري في إيران دول مجلس التعاون العربية بدورها لزيادة إنفاقها على هذا المجال ليبلغ مجموع إنفاقها على التسلح الوقائي 120 مليار دولار.
سياسات إيران الخارجية لا معيار ثابت لها وهي لا تتعامل مع العالم ضمن استراتيجية واضحة مؤسسة على مصالحها، كما أنها عاجزة عن ادراك أهمية السلام مع دول الخليج العربية لها أو غير راغبة فيه في الوقت الحالي، ففيها مجاميع ضغط مؤثرة لا ترى العرب أندادا لها، بل تراهم مجاميع من الغوغاء من آكلي الجراد وشاربي أبوال الإبل الذين في غفلة من الزمن اسقطوا امبراطورية فارس وفرضوا على شعوبها الإسلام ولا يستحقون العيش في سلام معهم - الشاهنامه أو تاج الكتب لابي القاسم الفردوسي 1328-1411م.
مع تعنت القيادة الإيرانية هذا وعجزها عن قراءة الواقع من حولها والهوة التي صارت تفصل الدول الخليجية المتطورة عن إيران المتراجعة فشعوبها تعيش في رفاه لا يعرفه الشعب الإيراني، لذا زادت أعداد المتسللين الإيرانيين إليها طلبا للعيش فيها، هذا التعنت جعل التقارب بين الدول السبع أمرا مؤجلا يقتضي انسحاب إيران العسكري من الدول العربية التي تتدخل فيها وتقويض الطوق الذي حرصت على تكوينه ليحاصر دول الخليج بهلال متعاطف معها من الشمال والشرق والجنوب، والتوقف عن إقحام نفسها في الشأن الداخلي لدول الخليج مقابل السلام الدائم معها، سلام هي اكثر حاجة اليه ويخدم مصلحتها بالدرجة الاولى ويمكن نظامها من الالتفات الى داخلها ومعالجة قضايا شعوبها المتذمرة كالشروع في برامج للتنمية المستدامة وخفض التضخم الذي بلغ 11% وتحسين معيشة 16 مليون ايراني يعيشون تحت خط الفقر في واحدة من أغنى دول العالم، فهل ستستجيب إيران إلى الحكمة وإملاءات الواقع؟
عندها وعندها فقط ستجد آذانا مصغية من دول الخليج واستعدادا للسلام.
[email protected]