في الألف الرابعة قبل الميلاد هاجر اليبوسيون من جزيرة العرب الى الأرض التي تعرف حاليا بالقدس واسموها «يبوس» وظلت تحمل هذا الاسم الى ان تغير الى الاسم العربي ايليا ثم شاليم الذي حور فيما بعد الى «اور شاليم» وهو الاسم العربي الذي يعرفه بها اليوم اليهود والعالم. هاجر سيدنا ابراهيم اليها في القرن الـ 19 قبل الميلاد، وعاش طارئا على ارض كنعان كما هو مثبت في سفر التكوين ـ كنعان قبيلة عربية منها اليبوسيون، الثابت ان اليهود لم يعيشوا على هذه الأرض اكثر من 420 سنة هي فترة حكم نبي الله سليمان عليه السلام وما تلاها، ثم توالت عليها الغزوات فاحتلها الاسكندر الأكبر والرومان والبيزنطيون لأكثر من عشرة قرون والعديد من الدول الإسلامية انتهت بالعثمانيين الذين اسموها القدس الشريف.
ان ادعاء غلاة اليهود بان القدس يهودية بناء على رواية بناء هيكل سليمان في موقع المسجد الأقصى ادعاء لا يستقيم وقرار الأمم المتحدة عام 67 ولا القوانين والأعراف الدولية فهل يجوز ان يطالب العرب بحق في اسبانيا بحجة استقرارهم فيها لأكثر من 600 عام؟ وهل يجوز للمملكة المتحدة المطالبة باستراليا باعتبارها من املاك التاج البريطاني؟
تحوي القدس رمزا مهما للديانة المسيحية هو كنيسة القيامة وتحوي ايضا المسجد الأقصى الرمز المقدس عند العرب والمسلمين، والرمزين اطول عمرا من الهيكل المزعوم، فضلا على ان حق المسلمين التاريخي في القدس مثبت في القرآن والحديث النبوي على خلاف رواية الهيكل المتضارب ذكرها في التوراة فتذكر مرة على انها مقصورة على الهيكل المبني ناحية الصخرة محل المسجد القبلي (الاقصى) واخرى على انها الأرض الممتدة بين نهري النيل في مصر والفرات في العراق!
تذكر الرواية الإسلامية لبناء الأقصى ان آدم هو من بنى المسجد الحرام وبنى بعده بـ40 سنة المسجد الأقصى وأعاد بناؤه ابراهيم ثم بنى مكانه سليمان ما سمي بهيكل سليمان وهو مسجد او مكان تعبد لليهود آنذاك وتعددت مرات هدم الأقصى عند كل احتلال للقدس وكان يعاد بناؤه بعدها حتى بنى امير المؤمنين عمر مسجده القبلي في مكانه ثم اعاد بناءه عبدالملك بن مروان في 73 هجرية واستكمله ابنه الوليد بن عبدالملك وقيل انه بناه ليجعل أهل الشام يحجون اليه بدلا من الكعبة المشرفة خوفا من ان يجبرهم عبدالله بن الزبير وهو الخليفة في الحجاز على مبايعته وهو تفسير يصعب القبول به، واستمر المسلمون في ترميمه إلى العهد العثماني حيث أعيد بناؤه على صورته الحالية وأطلق اسم القدس الشريف على إيليا او اورشاليم.
[email protected]