أكثر من 35% من الطلبة في كوريا ج يلتحقون بالتعليم المهني والحرفي والنسبة اكثر بكثير بين طلبة اليابان، وقد املى هذا التوجه احتياج تلك البلدان الى عمالة عالية الحرفية وقادرة على مواكبة التطورات السريعة في صناعاتها.
الكويت واثر التراجع المهين الذي انحدرت اليه جودة التعليم في العشر سنوات الفائتة اذ انحدر ترتيبها على مقياس بافوس لجودة التعليم الى المرتبة 103 بين 140 دولة، صار لزاما عليها استبدال نمط التعليم التقليدي بآخر يكشف عن قدرات كل طالب ومواهبه وإمكاناته الذهنية ويتيح للمعلم استثمارها وتوجيهها بما يخدم استراتيجية عامة للدولة تهتم بتخريج عمالة مهنية متعلمة تسد احتياج سوق العمل في القطاعين الخاص والنفطي، وبمراجعة تجارب الدول التي توصلت الى تحقيق هذه الغاية وأهم عوامل نجاحها يتبين ان الإنفاق على التعليم هو أحد أهم العوامل، فاليابان مثلا تنفق 10.30% من إنفاقها العام على التعليم مقابل 17.30 تنفقها الولايات المتحدة و20.10% لماليزيا النموذج الاسلامي المتميز، الا ان الكويت وبالرغم من ثرائها فإنها تنفق أقل من ذلك بكثير جدا، والحقيقة ان تضخيم الميزانية وحده لا يحقق نجاحا فالقصور الأهم موجود في التخطيط والاستراتيجية العامة للدولة وفي تلك الخاصة بالتعليم.
يتطلب الانتقال للأساليب الحديثة في التعليم كنظام الكفايات إعداد المعلم علميا له وتدريبه عمليا عليه وتسخير البيئة المدرسية لخدمته فعدد الطلبة في الفصول يجب ألا يتجاوز 12 طالبا وتستبدل امتحانات النقل بتقييم المعلم الذي يترك له تحديد كم المناهج، وبدوره فإن عليه ان يوفر للطالب وقتا كافيا خارج المنهج يمارس فيه هواياته لتتكشف مواهبه ويتمكن هو من صقلها وتوجيهها.
طبقت الكويت مؤخرا وعلى سائر المراحل الدراسية نظام الكفايات التعليمي، أدناه أهم جوانب الخلل في التطبيق:
قصر فترة التدريب على النظام الجديد، وعدم إشراك الأسر في قرار تطبيقه وإهمال تثقيفها به.
في الوقت الذي يعطي نظام الكفايات المدرس حرية مطلقة في أسلوب تقييم طلبته لايزال نظام الرقيب (الموجه) وامتحانات النقل معمولا بهما!
كان الخيار الأفضل هو تجربة نظام الكفايات لسنتين على عدد محدود من المدارس لتنكشف صعوبات تطبيقه وتعالج.
تغطية النقص في أعداد المدرسين الكويتيين المدربين تدريبا عاليا بكوادر من حملة الشهادات العليا والموهوبين فقط من المدرسين الوافدين.
التعاقد مع إحدى شركات الإدارة التعليمية لإدارة مرحلة التغيير وتدريب المدرسين على أنماط التعليم الحديثة.
dralialhuwail@yahoo. com