يؤكد العديد من المؤرخين المعتبرين مثل الشيخ حسين بن الشيخ خزعل والشيخ عثمان بن سند وج ج لوريمر وغيرهم أن الادعاء بأن الكويت كانت تحت الحكم العثماني لم يكن سوى حلم وردي يراود العثمانيين، فقد كانت الكويت مستقلة عن دولة الخلافة منذ نشأتها عندما استوطنها الخوالد وهم قبيلة عربية كانت تسيطر على اجزاء كبيرة من الساحل الغربي للخليج ثم انسحبوا منها وهاجر اليها من شبه الجزيرة العربية العتوب والعوائل الكويتية الأول مطلع القرن الـ 18 وبدأت أول مظاهر التنظيم السياسي والاجتماعي بها باختيار الشيخ صباح الأول حاكما على الامارة الناشئة في 1716.
اتسعت الامارة الصغيرة ولفت موقعها الاستراتيجي واسطولها البحري المتفوق بالخليج والذي بلغ تعداده اكثر من 650 سفينة انتباه الدولة العثمانية واستحسنت الاستعانة بحاكمها الشيخ جابر بن عبدالله الصباح 1813-1859 الذي كان قد ارسل بعض سفنه محملة بالرجال والسلاح لرفع الحصار عن البصرة لصالح العثمانيين عام 1831 وساهم في استعادة المحمرة من بني كعب عام 1854 وتسليمها لدولة الخلافة وتقديرا لجهود الشيخ وتكريسا لهذا التعاون بينهما كلفته الدولة العثمانية بحماية ميناء البصرة لقاء اجر معين وكان هذا في العام 1854. تعمقت العلاقة بين الامارة الناشئة والدولة العلية في عهد الشيخ عبدالله بن صباح وأوكلت الدولة العثمانية اليه حماية شط العرب ومصبه في الخليج، وتمشيا مع رغبة الكويتيين في التقرب الى الدولة المسلمة وتفضيلا لها عن دول الغرب المسيحية فقد كان العلم العثماني يرفع في المناسبات الوطنية والدينية الى جوار علم الكويت على قصر الحكم.
في مطلع القرن الـ 20 نشأ خلاف بريطاني من جهة وألماني/ فرنسي/ عثماني من جهة اخرى، فقد أرادت ألمانيا وفرنسا ربط الكويت بخط بغداد الحديدي للاستفادة من موقعها البحري المتميز وأسطولها التجاري واتفقوا مع العثمانيين على وضع الكويت تحت الحكم العثماني، وعرضوا الأمر على الشيخ مبارك الا ان الشيخ كان قد عقد سابقا لهذا الاتفاق معاهدة حماية مع بريطانيا تمنعه بنودها من قبول العرض دون اخذ موافقة الانجليز عليه فرفض الطلب، فقام العثمانيون بتحريك فرقة عسكرية لاحتلال الكويت وعلى الفور ارسل البريطانيون سفينة حربية للتدليل على التزامهم بحمايتها في تحول خطير للأحداث تصاعدت على اثره نذر الحرب بين انجلترا والدول الثلاث الأخرى ولولا ان تراجعت الدولة العثمانية وسحبت فرقتها لأشعل الخلاف حربا لا يعلم مداها الا الله ! وسمي هذا التصعيد الخطير بين الدول الأربع بحادثة الكويت.
[email protected]