تعرف مقاييس التنافسية العالمية بأنها: تقييم لقدرة الدول على تقديم الازدهار لمواطنيها، مستخدمة المصادر المتاحة لها، لذا فإن معيار التنافسية العالمي يقيس مجموعة من السياسات والعوامل التي تحدد ازدهار اقتصاد الشعوب في الوقت الراهن وعلى المدى المنظور.
لم تظهر الكويت حتى الآن تحسنا ملحوظا على تصنيفها المتراجع على كل المقاييس العالمية لجودة الحياة ورفاهها وللتعجيل في تغيير صورتها دوليا، فإن على الكويت إعطاء الأولوية لتطوير كل من وزاراتي التربية والتعليم العالي والصحة والتنمية والشؤون الاجتماعية والعمل واستعجال الكشف عن استراتيجياتها لانتشال البلاد من هاوية التراجع والنهوض بها الى المراكز المتقدمة التي هي أهل لها.
وزارة التربية والتعليم العالي لم تعلن بعد عن مشروعها للارتقاء بمستوى التعليم والذي يتأتى برفع مستوى أداء المعلمين وتدريبهم على أساليب التعليم الحديثة عبر دورات تدريبية مستمرة طوال فترة خدمتهم تصاحبها اختبارات مستوى دورية لاختيار الأكفاء منهم للاستمرار في سلك التدريس، وتنحية غير الأكفاء والمهملين عنه، كما لم تعلن الوزارة عن تقييمها لأسلوب التعليم الحالي المسمى بنظام الكفايات ولا خطتها لتصحيح ما اعترضه من مثالب خلال العمل به، والعمل على تطوير المناهج ومراجعة الاتفاقات التي عقدت سابقا لعهده مع الصندوق الدولي بغرض تطوير التعليم بشكل عام.
وزارة الصحة لم تعلن عن منهجها في تطوير الخدمات الصحية، وهل ستعتمد مبدأ تطوير الخدمات الصحية الأولية برفع مستوى الخدمة والأداء في مراكز الرعاية الطبية الأولية (المستوصفات والمراكز الصحية في المناطق السكنية) كأساس لتحسين أداء ومستوى الخدمة في المستشفيات وهو خيار صحيح لو طبق، أم انها مهتمة بتشغيل مستشفى جابر الأحمد العملاق وإيكال إدارته لشركة أجنبية كمرحلة مؤقتة لحين إعداد كوادر كويتية مؤهلة لإدارته بكفاءة، هذا ولم تكشف الوزارة بعد عن طموحاتها في الارتفاع بأداء المستشفيات العامة وتحسين مستوى الهيئة التمريضية المعينة عن طريق الشركات الخاصة واستكمال النقص العددي الذي يلاحظ عليها في العطلات.
تواجه وزارة الشؤون والعمل ووزارة التنمية خللا واضحا في التركيبة السكانية اهم مظاهره زيادة عدد الوافدين العاملين في القطاع الخاص على 1.3 مليون عامل معظمهم في وظائف هامشية يضاف لهذا العدد العمالة السائبة والتي تسبب في وجودها تجار الإقامة، ولايزال منتظرا من الوزارة معالجة هذه الظواهر السلبية والكشف عن مشروعها الاستراتيجي للتنمية البشرية وعن المشاريع التنموية الكبرى كتطوير البنية التحتية ومشروع السكك الحديدية وقطار الأنفاق وكلها وسائل لخلق وظائف جديدة كجزء من رؤية كويت 2035.
أخيرا: أتقدم إلى القراء الكرام بأطيب التهاني بمقدم الشهر الفضيل، وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]