لم تتوقف إيران عن التدخل في شؤون جاراتها الخليجيات وحياكة المؤامرات ضد أنظمتها وتشكيل خلايا سرية مناهضة لها وتزويدها بالأسلحة تمهيدا للاستيلاء على الحكم، وسبق وأن قامت بعمليات إرهابية في معظم الدول الخليجية ومن ضمنها الكويت ومنها تفجير موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ومقاهي كبار السن.
٭ قبل الثورة في إيران كان أئمة الشيعة يؤمنون ويتمسكون بعقيدة الإرجاء اي تأجيل أي التزامات كبرى أو ذات طبيعة عسكرية الى حين ظهور المهدي المنتظر ليقاتلوا وراءه لإيمانهم بتأييد الله له وبعصمته عن الخطأ وعلمه بالغيب، إلا ان الإمام الخميني رأى ان الأمة بهذا الاعتقاد تغيب مصالحها وتضيع عليها فرص نشر التشيع خارج حدود إيران فخرج بنظريته التي تقول بجواز اختيار نائب مؤقت عن الإمام المهدي يتمتع ببعض قدراته وأهمها العصمة والعلم بالغيب وان يحظى بالتزام الشيعة على اختلاف مذاهبهم
٭ استغل الخميني شعبيته الجارفة في قمع معارضي نظريته ونجح في فرض عقيدة نائب الإمام الغائب على الطائفة الشيعية والتي اصطلح على تسميتها لاحقا بعقيدة ولاية الفقيه.
فرض الغرب على البعض من الدول العربية ما سمي بثورات الربيع العربي تمهيدا لدخول هذه الدول النظام العالمي الجديد بعد تقسيمها الى دويلات لا تملك إلا ان تتعايش مع محيطها دون إمكانية الدخول في حروب مع جيرانها، وتقتضي مراحل هذا التحول شيوع الفوضى الخلاقة في المجتمعات المستهدفة تغذيها الحروب الأهلية التي يكون البقاء في نهايتها للنخبة الأفضل المؤهلة للانضمام للنظام العالمي الجديد، فسقطت سورية ومزق لبنان والعراق ولايزال اليمن يتقسم اجتماعيا تمهيدا لقبول اليمنيين بالتقسيم السياسي.
ساهمت أطماع إيران التوسعية في تأجيج القتال الطائفي واستغلت حالة الضعف العربي في احتلال او الهيمنة على القرار في الدول العربية الأربع سالفة الذكر.
الجدير بالذكر ان إسرائيل والتي اصطلح العرب على تسميتها بالعدو الاول تعاطفا مع الفلسطينيين وانسياقا وراء استراتيجيتهم في تعميق العداوة العربية اليهودية مستغلين بعض الكتابات اليهودية المتطرفة للترويج لأطماع مزعومة لإسرائيل بالتمدد من الفرات إلى النيل، إلا ان موقف إسرائيل المحايد إبان حالة الضعف العربي وبقاؤها ضمن حدودها دون اي محاولات توسعية كشف عن المبالغة العربية بحقها ضمن ما كان يظن انه جزء من الحرب النفسية ضدها، وإن كان هذا لا يعفي إسرائيل من همجية وبشاعة عدوانها المتكرر ضد الفلسطينيين وإصرارها على رفض القرارات الدولية التي تصب في صالحهم.
ان الواقع العربي والتدخل الإيراني في أربع دول عربية فضلا على تحرشها المستمر بدول الخليج يدعو لتسميتها بعدو العرب الأول واستغلال فرصة الانسحاب الأميركي من الاتفاقية النووية وما سيعقبه من عقوبات اقتصادية للمشاركة في إسقاط النظام القائم وفي صناعة النظام القادم لإيران وضمان تحييده او التكامل معه.
[email protected]