علي الدقباسي
الأحداث المتتابـعة التي تدور من حولنا، والتي باتت تجتـاح الوطن العربي من كـافة أركـانه، تعني أن هناك تحـولات هائلة ستـشهـدها هذه البقـعة من العـالم، إن عاجلا أو آجلا.
هذه التـحــولات ترتبط الآن بما يدور في كــواليس السياسة الأميركـية، لكنها أيضا تمثل في بعض أحوالها رد فـعل لما تشهـده بعض البلدان والمناطق من اضطهـاد للإنسان، وكبـت حرياته، والتضييق علـيه في ممارسة حقوقه الأساسية، ومنها بالطبع حرية الرأي.
ما يجري في الوطن العـربي، يعطي الذريعة لمختلف القوى للتـدخل في المنطقة، وتنفيذ أجندتها انطلاقا من مـثل تلك الثـغـرات التي يـتـيـحهـا بـعض المتـسلطين والمزورين والقامـعين لشعـوبهم، هؤلاء الذين لايزالون يمضون في غـيهم، غيـر مدركين أن الدنيا تغـيرت، وان القمع الذي ظل يمارس دون ضجـيج ودون أن يشعر به أحد فـي سنوات سابقـة، بات الآن بعد ثورة المعلومـات وعـصر السـماوات المفـتوحـة، مفـضوحـا، ومرصـودا بالصوت والصورة.
المواطن العـربي فـي حـاجـة مـاسـة إلى الشـعـور بآدميتـه، وانه يعيش مثل بقية البشـر، وان من حقه أن يعبـر عن رأيه وان يمارس دوره ويساهم فـي النهوض ببلده.
إننا في الكويت بحـمـد الله، نعـيش حـالة مخـتلفـة تماما، فلا سجين رأي لدينا، ولا حـريات مقموعة، ولعل هذا يدعـونا إلى التمـسك بتلك الحـريات التي كفلهـا لنا الدسـتور، وتلك الأجـواء التي يتـواصل فيـهـا الجمـيع حكامـا ومـحكومين، وعلينـا أيضا أن نحـافظ على تلك الحـرية، التي بدونهـا لا يكون هناك تقـدم، ولا انطلاق، ولا حتى تنمية.
فالحمد لله على نعـمائه، والامتنان لكل من ساهم في ترسيـخ جذور الحريات والكرامـة الإنسانية في بلدنا، من أبناء الأسرة الحاكمـة، ومن الرعيل الأول من الرجال المؤسسين.
وفي النهايـة، يتبقى الدعـاء بأن يهدي الله أصـحاب القـرار في بـعض الدول الأخـرى التي يعـانـي فـيـهـا مواطنوها من افتقاد الحد الأدنى من حقوق البشر.
تلك الحــقـوق التي حض علـيـهـا ديننـا الإسلامي الحنيف، قبل أن يعرفهـا العالم، وقبل أن ينصب البعض أنفسهم حماة لها.