إن صدق الفلسطينيون في مشروع المصالحة بينهم، فإنهم سيخطون خطوة ممتازة تجاه تحرير بلادنا وبلادهم المحتلة، وأنا أشك في هذا بالرغم من انني كنت شاهد عيان على جزء من مصالحتهم الأسبوع الماضي في دمشق!
هذا ليس إحباطا ولا فقدانا للثقة في النفس ولا يأسا، ولكنه نوع من قراءة للمستقبل كما يقال أو تنبؤ مستند الى الماضي والحاضر، وعموما عقد في الشام العزيزة وفي إحدى قاعات البرلمان العربي اجتماع ضم رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل (أبوالوليد) مع عدد من الزملاء النواب في البرلمان العربي وكان حاضرا رئيس كتلة نواب حركة فتح عزام الأحمد، وكان حاضرا أيضا النائب تيسير قبعة وهو من فصيل فلسطيني ثالث، ولكنه فصيل ليس بمستوى أو حجم «حماس» أو «فتح»، وهما الفصيلان الأساسيان الكبيران، وبوجود الجميع أكد مشعل وعزام انهما في نهاية طريق المصالحة المتجهة نحو طي ملف الصراع والاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني وكان مشعل ودودا للغاية، وكان عزام يؤكد كلام مشعل، وكان كل من في القاعة من نواب البرلمان العربي مبتسمين وفرحين ويصفقون بعد كل عبارة تصدر من مشعل أو عزام تعبيرا عن مساندتهم لهذا الطرح الذي لا يختلف عليه اثنان بشأن ضرورة المصالحة وانه العمل الصح لوقف نزيف الدم بين الأشقاء وهدر المال الفلسطيني ولوضع حد للحقد والكراهية بين أبناء البلد الواحد المحتل.
ومما يثير الحزن العميق والألم ان الشارع العربي والإسلامي والفلسطيني اليوم لا يتحدث عن استمرار العربدة الصهيونية ولا دوران مكينة الاستيطان والتنكيل بالأسر الفلسطينية وطردها من جذورها، وانما يتحدث عن مصالحة بين إخوة متصارعين ومبررات صراعهم غير مقنعة، وسبق ان تعاهدا على الصلح في مكة المكرمة، وعادا للصراع مرة أخرى وبضراوة!
من هنا جاءت توقعاتي بأن المصالحة التي يتحدثون عنها اليوم لن تكون وهذا توقع مزعج، وأتمنى ان تكون توقعاتي غير صحيحة ولكن هي توقعاتي على أي حال والتي اعتقد بصحتها، وإن كنت أتمنى ان يصدق الفلسطينيون هذه المرة.. فهل يفعلون؟!
[email protected]