علي الدقباسي
لم تشهد البشرية شخصية أشرف من رسول الله نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم )، ولا يملك أي بشر من أي جنسية ان يقول غير هذا الرأي، فهو عليه أفضل الصلاة والسلام رسول البشرية بأمر من الله عز وجل، وصاحب الأخلاق والرحمة والتأثير والحزم والنموذج الانساني الأمثل في التعامل، ليس مع المسؤولين وعلية القوم في صدر الاسلام فحسب، وإنما مع الكل من العامة، ومن غير المسلمين أيضا، كان نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) صاحب رحمة وإنسانية حتى مع من آذوه وغدروا به، وكان لهم مدرسة تعلموا منها، وبعضهم أسلم لما رأى أخلاق النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وكم هو انساني وغير عنصري ومعياره العدل وعدم الظلم، والمساواة واحترام الآخرين يهود ونصارى وغيرهم.
هكذا كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وسيبقى نجم البشرية، ولن يكون الا هكذا شاء من شاء وأبى من أبى، وهناك كتاب صدر في نهايات القرن الماضي اسمه «الخالدون مائة أعظمهم محمد ( صلى الله عليه وسلم )»، والذي كتب هذا الكتاب كاتب غربي غير مسلم وصف الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بأنه أعظم من أثر في تاريخ البشرية، وهو ( صلى الله عليه وسلم ) ليس بحاجة لشهادة من أحد ولكن تلك هي الحقيقة.
شتان بين الكاتب الغربي الذي وصف الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بأنه أعظم من أثر في البشرية، وبين الصحف الدنماركية التي تسيء لنبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) باستمرار دون أي إنصاف ولا موضوعية ولا إنسانية اللهم الا الكراهية والحقد الدفين والعنصرية، مما يؤكد كم يوجد في الغرب من جهل بالرغم من تقدمه الصناعي، وكم يوجد في العالم المتحرر من انفلات منحط وتخلف سيدفعون ثمنه يوما ما.
المشكلة هي اننا نعرب بعضنا لبعض عن سخطنا مما قامت الصحف الشيطانية الدنماركية بعمله، وهذا ليس المطلوب، وما نريده هو ان يصل احتجاجنا اليهم في بلادهم وان يؤثر موقفنا فيهم، وهذا وحده يكون المؤثر واما الاعراب عن عواطفنا بعضنا لبعض فهذا من باب نشر المعلومة نقبل به، ولا يمكن ان نظل عاجزين عن ايصال موقفنا للآخرين في العالم عامة وفي الدنمارك خاصة، ومس النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لا يمكن ان يدخل في اطار حرية الرأي لأنه بحد ذاته اساءة لخير البشرية وهادي الأمم ( صلى الله عليه وسلم )، ونريد ان يعرف العالم ان ما نشر من اساءات للرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) هو اساءة لمن نشرها وكتبها ولبلاده وشعبه، ويظهر مدى الانحطاط عندهم، وان الرسومات التي تحاول ان تنال من ذات المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) ما هي الا اهانة للدنمارك وانها قوبلت بالكراهية وعدم الاحترام من أكثر من مليار مسلم على وجه البسيطة.
نريد ان يعرف العالم ان المسلمين أكبر من ان يمسهم حاقد وان الغرب أنصفهم كثيرا بالاعتراف بخدمتهم البشرية قبل ان يجيء قزم في الدنـــمارك ويسيء للرسول ( صلى الله عليه وسلم ).