علي الدقباسي
فيما تتعدد القضايا الوطنية والحيوية المطروحة على الساحة السياسية والتي تمثل تحديا رئيسا في طريق الوصول الى رؤية متطورة لبلورة مستقبل هذا البلد، تشترك تلك القضايا جميعا في امر واحد قد لا يلتفت اليه الكثير من الناس، الا وهو انها ليست في حاجة الى مجرد نقاش او حوار او حتى جدال حولها، وانما الامر يحتاج الى ما هو اعمق من ذلك مما يدعونا الى الدعوة لترسيخ ثقافة جديدة للتعامل مع القضايا المختلفة، ثقافة «العنب لا الناطور» وفلسفة البحث عن الحلول بشكل مباشر بعيدا عن المهاترات والتجاذبات التي لا طائل من ورائها.
كم نحن في حاجة الى تلك الفلسفة في التعامل مع القضايا المختلفة، لاسيما في قضية البطالة، والتي تمس مستقبل شباب هذا البلد بشكل مباشر وترتد بآثارها على مختلف شرائح المجتمع.
واننا حينما نناقش مشكلة البطالة لا نستهدف جلد الذات او مجرد خطأ الجراح، وانما في اطار السعي نحو الوصول الى حلول عملية تغلق الابواب امام تفاقم المشكلة، لذا فإن جميع المؤسسات الحكومية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني وكل فرد في المجتمع معني بالمشاركة الفعالة في تلك القضية.
والحكومة على وجه الخصوص ملتزمة بالبحث عن آليات محددة تؤمن توظيف الكويتيين في القطاعات المختلفة كما عليها ان تسلك اسلوبا واضحا وممنهجا في التعامل مع المشكلة حتى نتمكن من القضاء عليها.
ان حل مشكلة البطالة يمثل بابا مهما من ابواب التنمية كما يوفر الامن للمجتمع الكويتي حيث ان كثيرا من المشكلات الاجتماعية والامنية والاقتصادية هي نتاج لتنامي تلك المشكلة ولا يجوز بحال من الاحوال ان تتراخى السلطة التنفيذية في التعامل او ان تتعامل معها بأسلوب الحلول الجزئية، لذا فإن من الضروري ألا تكتفي الحكومة بتلاوة بيان او كلمة تستعرض فيها بعض الاعمال التي قامت بها في هذا السياق كذر الرماد في العيون، ولكن عليها ان تعتمد خطة طويلة المدى واضحة المعالم وقابلة للتنفيذ تؤكد من خلالها قدرتها على تأمين مستقبل هذا الوطن وحل مشاكله، خصوصا انه من العيب ان تكون لدينا الفوائض النفطية ولا نستطيع استثمارها في حل مشاكلنا.
بالاخير فإن كلتا السلطتين، المجلس والحكومة ملتزمتان معا بالتعاون لحماية البلاد من خطر قادم، وهو تفاقم مشكلة البطالة والحد من تداعياتها السلبية بما يؤمن مستقبلا افضل للكويت.