علي الدقباسي
اليوم.. وقد هدأت الساحة السياسية المحلية ودفع الجميع الى سبات الإجازة الصيفية يقول المتفائلون انها فرصة لالتقاط الأنفاس ومراجعة الأوراق وتحديد الأولويات فضلا عن الاستعدادات لمرحلة جديدة يتطلع فيها الجميع باختلاف توجهاتهم الى تنشيط مشاريع التنمية في البلد، والى وقف حالة الاحتقان المستمر في العلاقة بين مجلس الأمة والحكومة علما بأن الأخيرة يحظى كل أعضائها بمقاعد في مجلس الأمة وانها جزء منه وليست خصما له!
قول المتفائلين جميل، وبلا أي تشاؤم، أعتقد ان هذا لن يكون، لسبب بسيط وهو ان عوامل وأسباب الاحتقان الحكومي البرلماني لاتزال موجودة بأشخاص أكثر من 60 % من أعضاء السلطتين الذين عادوا الى مقاعدهم بعد حل مجلس الأمة والانتخابات الأخيرة هذا من جهة، ومن جهة أخرى تنشيط مشاريع التنمية لن يجيء مادامت الحكومة تعمل بلا خطة وبرنامج عمل!
أتمنى ان أكون مخطئا ومتشائما وان ما أقوله غير صحيح ولكن هذا هو تصوري للمرحلة المقبلة، اللهم إن جاءت الحكومة فعلا بخطة واضحة قريبا - في بداية الدورة القادمة - طالما وعدتنا بها ولم تجيء! وهذا الرأي المتواضع الذي أقوله هنا ليس إبراء للذمة كوني عضوا في مجلس الأمة أو كلاما والسلام، ولكنه دعوة صادقة وواضحة أسوقها هنا في كل مكان لأنها في رأيي السبيل الى تشخيص العلة والمرض قبل الحديث عن حلوله أو علاج الاحتقان المزمن والنهوض بالبلد وبأحوال الناس فيه، ودون إطالة أنا لا أفهم لماذا تتأخر الحكومة في توريد برنامج عملها المحدد بفترة زمنية، ولا أعرف ما هو دور المستشارين فيها - الحكومة - ولماذا عدم توضيح أسباب هذا التأخير، ودعوتي سبقني بها كثيرون ولكن التوقيت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى لأن البلد لم يعد يتحمل إنشاء مشاكل فيه بهذا الحجم وفي كل مجال بداية من انهيار الخدمات ونهاية بعدم وجود فرص عمل للكويتيين مرورا بعدم وجود استراتيجية للدولة تتعامل فيها مع كثير من الملفات الشائكة المستقبلية وإن كنا اليوم نتحدث عن أزمة كهرباء فكيف ستقام في الكويت مشاريع عملاقة قريبا كما تقول الحكومة وهي عاجزة عن توفير الطاقة للبلد بحجمه الحالي؟!
هذا غيض من فيض وألم يعتصر القلب، ودعوة من القلب لإصلاح أحوال بلدي ولن نكتفي بالدعاء فحسب، وانما بالعمل ولنا في الشأن مقال آخر ولكل مقام مقال!