علي الدقباسي
يسألني الاشقاء البرلمانيون العرب وغيرهم: لماذا كل هذا التوتر في الكويت، وخاصة بشأن نشاط نــواب مجلــس الامــة الذيــن تتصدر اخبارهم نشــرات الاخبــار في محطات التلفــزة العربيــة؟ وهــل الكويــت هــي الوحيــدة التــي تحظى ببرلمــان والآخــرون لا؟
اجابتي ان في كل بلد مشاكل ولكل بلد خصوصية، وسر نجومية الكويت الاخبارية ان مشاكلها تناقش تحت الشمس وبحرية دون تكميم للأفواه ومصادرة للحريات وارهاب من الحكومة لمواطنيها، وان كان البعض يعتقد انه ليس في البلاد الاخرى مشاكل فهو مخطئ لا شك، ولكن هناك تناقش في السر وتحظر على الشعــب احيانا المشاركة فيها، وهذا هو الفرق، ففي الكويت رقابــة برلمانيـــة وحريــة صحافيــة بالاضافــة الــى الشــارع المتفاعل، وفي غيرها لا يتوافر كل هذا، وبالتالي تظهر البلاد الاخرى وكأنها المدينة الفاضلة ونظهر نحن كأننا في مدرسة المشاغبين.
وهذا بلا أدنى شك غير صحيح، والحقيقة اننا نفتح الشبابيك للهواء وللشمس واجواؤنا صحية حتى ان كانت هناك مشاكل، وهذه المشاكل الناتجة عن الديموقراطية لا حل لها الا بمزيد من الديموقراطية والحرية المسؤولة والوعي، والشعب الكويتي هو المسؤول الاول لانه جاء بالنواب واعطاهم وكالة للحديث عنه والتصويت باسمه، ومساءلة الوزراء نيابة عنه في حال تقصيرهم واقتراح القوانين او تعديلها بدلا منه، ولا يعني اننا نعيش بلا توتر ولا اقصد انني راض عن حال البلد، ولكن هذا هي الحقيقة، وانه بالرغم من كل مشاكلنا نبقى الافضل حتى ان حاولت بعض الفضائيات ان تقول غير هذا بشكل مباشر او غير مباشر، وفي البلاد التي تنعم بالحرية تظهر المشاكل ببساطة لأننا نرى ونسمع ونتكلم ونتفاعل، وفي البلاد الاخرى - اللهم لا شماتة - لا يسمح بهذا، وبالتالي لا يظهر من توترهم شيء، ففي الظلام لا يمكن ان نرى وفي النور تظهر الحقيقة حتى ان كانت بشعة.
هل كانت إجابتي صحيحة؟