علي الدقباسي
لو رجعت للتاريخ الحديث وفتشت في الصحف عبر النت – مثلا – لوجدت ان اوضاع العرب كما هي مفككة، ان لم تكن اصبحت اكثر سوء، وانهار الحلم العربي في مستقبل أفضل يحقق جزءا من طموحنا كأمة واحدة.
الاحتلال العراقي والعدوان على بلادنا لم يكن اعتداء على الكويت فحسب بل كانت له تداعيات لايزال اثرها باقيا حتى اليوم، ولا اقول هذا بمناسبة مرور ذكرى فاجعة الاحتلال السفيه، وانما للوضع العربي الراهن الذي يشعرنا بالخطر والانكسار والانهزام ولولا الامل في غد أفضل لازداد الانهزام.
اليوم تدهس الآلة العسكرية الصهيونية ابسط حقوق الانسان في الاراضي العربية المحتلة في ظل صمت العالم لا بل تشجيعه للعدو الصهيوني كما جاء في تصريحات اوباما المرشح للوصول للبيت الأبيض، واليوم يموت الآلاف جوعا وفقرا في الصومال وفي دارفور كما تزداد طلبات الهجرة للغرب الصامت عن الجرائم التي ترتكب في ارضنا، ومنها تقاتل الاشقاء في فلسطين المحتلة.
واليوم تعبث قوى ذات نفوذ في المنطقة باستقرار وطننا العربي، ولا يوجد الآن مشروع عربي واحد يوحد الشعوب العربية، وغير ذلك من الاحباطات المتكررة، والفضائيات الغربية اصبحت تغزو كل بيوت العرب وعقول شبابهم لتقنعهم بالبيتزا والهامبرغر، وبشرعية امور تتنافى مع المنطق والعقل قبل تنافيها وتضادها مع ديننا الحنيف، واليوم ليس هناك ناد رياضي عربي واحد يصفق له الشباب العرب الذين ينقسمون بين تشجيع ناد أوروبي وآخر (…).
تصور حتى في ابسط الاشياء تراجعنا ولذلك اسبابه قبل ان تكون له نتائج واقعية تراها اليوم واضحة للعيان دون حاجة لبحوث ودراسات واستطلاعات للرأي في أوساط العرب من أي بلد.
نعم أقول هذا متحسرا ومتألما ومتأسفا ولكنها الحقيقة التي لا يختلف عليها احد، ولا اقوله ابراء للذمة ولا للمساهمة في الشكوى من اوضاعنا المتدهورة وانما اسوقه مع دعوة لكل المؤسسات العربية وللقطاع الخاص العربي بأن يسهموا في نشر الوعي والقضاء على الفقر وربط المصالح بأسلوب علمي، بعيدا عن البيانات النارية التي كانت سببا في تراجع انجازاتنا وتفكيك وحدتنا وانهيار احلامنا وتطلعاتنا لمستقبل طالما وعدنا انفسنا به ونريد ان تشهده الاجيال المقبلة ولا نريد ان نورث لها انهزاما واحباطا اكثر مما نحن عليه اليوم.
دعوتي اوجهها للكل بحسب قدرته وامكانياته ولا اطالب فيها بمعجزة وانما أنادي بشيء من التضامن البعيد عن المصالح وان كانت الاخيرة مهمة، بل واساسية لتحريك اي تعاون يقوم على المنفعة، وليس في ذلك عيب بل ميزة استفاد منها الغرب المتحد ضدنا في الشرق المفكك، وارجو ألا اجد من ينتقد دعوتي هذه لشدة احباطه أو يفقد حتى الأمل الذي به نتفاءل.. وربنا المستعان تبارك وتعالى.