علي الدقباسي
بلدان افريقيا على الرغم من اختلافها عقائديا وعرقيا ولغويا، فإن هناك ما يجمعها في الرياضة والسياسة، وكذلك الحال بالنسبة لدول آسيا.
أما أوروبا فالأمر على وشك تحولها الى دولة واحدة نتيجة لتطابق وترابط مصالحها وأنشطتها مثل العملة الموحدة، والڤيزا الواحدة والمعايير المشتركة لدخول البضائع والى آخره من مظاهر الوحدة التي لا تحتاج الى اشارة.
نحن كأمة عربية لدينا ايضا ترابط ولكن في المشاكل، ولانزال نسمع اذاعات عربية تهاجم عربا ومسلمين، وفي مدرجات الملاعب الرياضية يشتم فيها العرب بعضهم البعض علانية.
وفي الاقتصاد حدث ولا حرج، وهنا لا يكفي الاسف على هذا الوضع وكل عربي مسؤول عنه بقدر امكانياته ووزير خارجية أي دولة أو عضو في البرلمان العربي مسؤول عن هذا الوضع، ولكن بقدر اكبر من صحافي عربي وهذا الأخير مسؤوليته أكبر من موظفي الحكومة أو من مواطن مغلوب على أمره لا يملك الا ان يتمنى ويتذكر قصة عنتر بن شداد وأبوزيد الهلالي.
أود ان اقول ان ما اكتبه في هذا العمود كُتبت عنه ملايين المقالات والدراسات ولا اقول ان النتيجة هي صفر %، والدليل لايزال لدينا من يملك الإرادة للتغيير نحو الأفضل كأمة عربية واسلامية واحدة، وأولى قواعد النجاح، بعد الإيمان بالله عز وجل والتوكل عليه، هي العمل القائم على احترام بعضنا البعض والتفهم لأوضاع بعضنا البعض وكحد أدنى عدم مهاجمة بعضنا البعض والبدء بفكرة صغيرة تتلملم عليها أمتنا المبعثرة والمشتتة، وفكرة بسيطة أهم ما فيها انه لا يعترض عليها البعض مثل دورة رياضية عربية مثل الدورة الافريقية التي يشجع فيها العرب جميعا منتخب مصر البطل ومثل مسابقة بين الدول العربية للجري أو لألعاب القوى أو تشجيع الاستثمارات بين الشركات العربية وعدم الزام العربي الذي يزور الغرب بالتوجه الى مطار أوروبي لزيارة الشرق العربي وبالعكس، حيث لا توجد خطوط طيران الا عبر اوروبا ومنحهم المسافرين العرب خصومات وأشياء صغيرة كهذه ربما تكون قطرة يتبعها مطر من الانجاز – ان شاء الله تعالى – وهذه ليست قضية سياسية يختلف عليها ولا هي مساءلة فيها جدل، هذه فكرة وحلم ان يكون هناك بيننا رابط غير الاسم يؤكد على الاخوة بيننا خاصة في هذه المرحلة التي يعرف فيها بعض العرب المغاربية كل شيء عن اوروبا مثلا ولا يعرف شيئا عن اشقائه بسبب موقع بلده الجغرافي القريب من اوروبا والبعيد عن المشرق العربي.
نريد ان يتوحد العرب على هدف ولو كان صغيرا ومتواضعا وربما يكون نواة وخطوة في طريق الألف ميل للوصول الى اهدافنا التي نشأنا عليها ولا نعرف عنها سوى الاغاني والاشعار وهذه الأخيرة اختفت ايضا وجاءت مكانها الفضائيات التي يركز بعضها على نقاط الخلاف ويعزز دون قصد روح الكراهية بين ابناء البيت الواحد ولا يروج لفكرة توحد ابناء الأمة المستهدفين من الاعلام الغربي اليهودي الذي يعزز روح الفرقة والتشتت لانه في هذا الطريق يعزز مصالحه وأهدافه ولا يفكر بمصالحنا الطبيعية ولو في الحد الأدنى منها.
لا يمكن ان يفكر الآخرون بمصالحنا، وعلينا البدء بالعمل على تحقيقها ولو بفكرة صغيرة بعيدة عن الصراعات والخلافات وخبث بعض الفضائيات، مع الاسف، العربية وليست اليهودية.