علي الدقباسي
انعدم اهتمامنا بكل شيء يتعلق بالمستقبل وفي الأيام المقبلة لبلدنا ولا نعرف اليوم ما اهدافنا.. وتكررت حاليا اخطاؤنا السابقة.. وغرقنا في مشاكلنا اليومية من كهرباء وماء وتعليم وصحة وامن وفي الخدمات العامة التي تكفلها الدولة.
وليس هناك كويتي واحد ضد مصلحة البلد، وضد الاستعداد لمستقبلها، ولكن ليس كل كويتي يستطيع اتخاذ القرار والمراقبة عليه والمناطون في مسألة اتخاذ القرار هم المسؤولون وفقا للدستور والقوانين، والمسؤول عن المراقبة والتشريع هم النواب واعتقد ان البقية من الكويتيين ليسوا مسؤولين عن هذا الغرق في «شبر من الماء» بالقدر الذي يتحمله الوزراء والنواب.
أصبحنا لا نفكر فيما يجري بالقرب من حدودنا البحرية والبرية، ولا في طريقة واسلوب ونظام يمكننا من استيعاب عشرات وآلاف من الموظفين الشباب المتوقع دخولهم سوق العمل في السنوات المقبلة، وامسينا لا نريد حتى التفكير في هذا الامر بسبب اننا نعيش متخوفين من انقطاع الكهرباء ومتذمرين من مواعيد المستشفيات الطبية.. ومحبطين من توجه آلاف الطلبة للخارج بسبب عدم وجود سوى جامعة حكومية واحدة وجامعات قطاع خاص لا يقدر على دخولها إلا فئة واحدة من المجتمع بسبب تكاليفها الباهظة، وفي ظل هذا الوضع غرقنا في مشاكلنا وتحولت اهتماماتنا كليا الى الحاضر، وفي الجدل، وفي تحقيق المكاسب على حساب مستقبلنا القادم في ظل انخفاض اسعار النفط، ولسان حالنا يقول «ان كنا فشلنا في حل مشاكلنا أيام الوفرة المالية، فماذا سنفعل في دعوات ترشيد الانفاق المتوقعة قريبا والتي ستنصب على رؤوس الصغار ولا تشمل الكبار!».
في كثير من دول العالم اليوم تتوجه الانظار للمستقبل، والحاضر محصور في كنف الدولة التي تنظر لكل مواطنيها بعين واحدة وتقف من الجميع بمسافة واحدة ولا يملك احد مهما كان أخذ حق الآخر بالواسطة او بالرشوة إلا في حدود ضيقة.. وفي دول أخرى يتشابه الوضع عندهم بالوضع عندنا وهو الغرق في الحاضر وهمومه ونسيان المستقبل واستحقاقاته وتحدياته مع انخفاض الموارد وازدياد المواطنين ولا شك اننا لا نريد ان نكرر تجارب الدول الفاشلة ونريد ان ننجح.
وهذا يتطلب العمل على أساس واحد متين، وان استقرار الحاضر ونظامه هو القاعدة التي سيقف عليها المستقبل ويعتمد عليها في نجاحه بعد توفيق ربنا عز وجل.
هنا لا أريد إلقاء المواعظ، وما أقوله ليس بجديد.. ولكنها دعوة للاهتمام بالمستقبل في ظل اهتمام العالم به والتسابق على النجاح فيه، وحتى اكون أمينا فانني غير متفائل به خاصة في ظل تشكيل مجلس تخطيط الدولة على نفس قواعد التشكيل السابقة، ومما يزيد الأسف أن يضم بين أعضائه من يعتقد بضرورة إلغاء مجلس الأمة.
وا أسفاه على بلادي وعلى من يخطط لمستقبلها.