علي الدقباسي
جميلة عُمان، وغنية بتراثها، وتتميز بالمحافظة على هويتها الوطنية، وفي كل زيارة اليها تزداد مسقط وقارا في نظري، ليس لأسباب عاطفية وانما هي الحقيقة القائمة على العقل والمنطق، وتثير السلطنة الشقيقة الإعجاب باعتماد الدولة على ابنائها في الوظائف العامة، وفي البساطة والنظافة والنجاح في المشاريع على الرغم من قلة الامكانيات واتساع رقعة الدولة ومساحتها الجغرافية الكبيرة وتضاريسها المختلفة، وطبيعة أهلها.
من عمان خرج البحارة العمالقة مثل بن ماجد الذي جال البحار بمركب خشبي اثار الانتباه الى ارادة العمانيين العملاقة، وعمان كانت تحكم بعض بلدان الساحل الشرقي الأفريقي، والقلاع فيها تؤكد كم هي أمة جادة وصارمة وتعاملت مع الجبال والطبيعة القاسية والبحار ونجحت في وضع بصمة واضحة في التاريخ.
شوارعها غاية في النظافة والجمال تشق الجبال والوديان، أسواقها جذابة ببضائعها، مبانيها مرتبة، شواطئها نقية، أهلها غاية في الأخلاق، واعتقد انها كبلد سياحي ناجحة تماما، وخير دليل على نجاح الإرادة والإدارة العمانيتين النجاح الذي حققه المنتخب العماني في كأس الخليج الأخيرة، ولا أقصد حصوله على الكأس ولكن التطور والتصميم العمانيين اللذين دفعا بفريق عمان من المركز الأخير الى المركز الأول بشكل تدريجي هما مؤشران على النجاح العماني في بقية القطاعات والميادين الأخرى.
عمان تستحق أن تقوم بزيارة لها تكسبك العزيمة، فضلا عن المتعة في التجول بها سائحا، ستجد بلدا جميلا، معاصرا، متطورا دون ان يفقد هويته الوطنية وتاريخه حاضر في كل شيء حولك على الرغم من انه وثاب بقوة للمستقبل بإرادة فولاذية وطيبة شعبية لكن عبق التاريخ مصاحب لجهود التطور من نجاح الى نجاح.
اعتقد ان سلاح عمان القوي كان ارادتها، ووضوح اهدافها، وبساطة وسائلها، وهمة أهلها واستذكارهم المستمر للتاريخ ومحافظتهم على الهوية الوطنية.. (عقبالنا).