علي الدقباسي
صدقت مصر، وأوفت بعهدها، ولمت الفرقاء الفلسطينيين، حتى اولئك الذين هاجموها في الفضائيات وزايدوا عليها وعلى دورها الكبير في خدمة القضايا العربية وفي مقدمتها قضية القدس الشريف والاقصى المبارك.
مصر كبيرة دائما، والصغار هم الذين تطاولوا عليها، وكعادتها لم تتخل عن دورها المهم والمحوري، ولا ازال اظن ان الهجوم عليها لم يكن نتيجة لـ «فورة دم»، وانما كان مخططا لاخراجها من وقارها واتزانها ومن قيادتها للامة العربية، وهذا بلا شك هدف صهيوني حتى وان جاء بلسان عربي او بصوت مسلم، وليس هناك ما يبرر ما تعرضت له مصر من هجوم بالالفاظ عليها، الا هذا، والا كيف ينسى دورها بهذه السذاجة والتهكم على وجهة ومحور العمل العربي.
هنا لا اطبل ولا ازمر واكره ان اكون من المداحين ولكنها الحقيقة التي يحاول البعض ان يقلبها من اجل تحقيق اهـــدافه واجنـــدته، وعبر التاريخ المعاصر لم يكن هناك اي عمل سلبي لمــصر، وحتى اتـــفاقيات السلام مع العدو الصهـــيوني وما تبـــعها من خطــوات اثبت الزمن انها الصــح وغيــرها الخــطأ، والذين كانوا يتهــمونها بالخيانة اثبتت الايام انهم هم الخونة وانها حصلت على ما تريد بالعــقل والحــكمة والشجاعة والمبادرة والتفاوض والمعارك ولم تتنازل عن تضحياتها ببساطة وفي الخفاء او تحت الطاولة كما يقال في مصطلحات العمل السياسي.
هنا ايضا اتساءل بشكل مباشر هل خروج مــصر من الصـــف العربي اضعــاف للامة أم قـــوة؟ ولاشك ان الاجــابة ســتجيء ســـريعة وحاسمة بأنه ضعــف وتراجع، وهـــذا ما يعزز قناعتي بأن ما حصل مؤخرا في الهجوم على مصر لم يكن مصادفة وانــما عمـــل عدائي وعدواني يهدف الى اضعاف الصف العربي في مخطط يبهج الصهيونية والقائمين عليها ويشتت جهود وتضحيات كبيرة من الامة بأسرها.
مصـــر كبيرة في دورهـــا وقـــيادتها، ولا تحتاج من احـــد الى شهادة حسن سير وسلوك، وانما البعض يحتاج احيانا الى ايضاح الحقائق بعد ان هدأت الزوبعة المرتفعة ضدها من بعض الاطراف ممن ليس لهم دور يذكر اللهم في احاكة المؤامرات وتشتيت الجهود وفرقة الامة.
اكتب هذا الموقف وانا اشاهد الفرقاء الفلسطينيين وهم يحتمعون في مصر وبرعايتها ووسط رغبتها الاكيدة في انجاح مساعيها احساسا منها بواجبها والتزاما بدورها.
«عاشت مصر وعاش أبطال العاشر من رمضان»