ليس بالضرورة أن كل الحاصلين على شهادات عليا يفقهون كل ما يدور حولهم، فالأشخاص يختلفون في القدرات والعطاء، وهذا ينطبق على كل المجالات، ففي الطب قد تجد الطبيب المجتهد والآخر الأقل اجتهادا ومعرفة، وبالهندسة وبكل الاختصاصات ومنها الصحافة، فقد تجد الصحافي الواعي والمطلع على كل الأحداث التي تدور حوله ويكون قادرا على تحليل الأحداث بشكل منطقي ومجرد من العاطفة والتأثيرات، وينقل الحقيقة دون تزييف أو تدليس أو تغيير للمعنى ليخدم أهواءه ويتماشى مع آرائه، وهذا الصنف بتنا نراه كثيرا بيننا ممن يؤلفون ويؤولون الأحداث وفق آرائهم وميولهم، ولكن تزييفهم للحقائق وتدليسهم قد يشوه الحقيقة لكنه لا يطمسها، فالحق بيّن وأكبر من أن تستطيع تشويهه هذه العقول المريضة.
وقد كثر مثل هؤلاء المرضى المزيفين للحقائق بعد الأزمة الخليجية فمثل هؤلاء يبحثون عن البيئة المتوترة ليبثوا سمومهم ويرضوا غرورهم المزيف وتعصبهم الذي أعمى عيونهم عن الحقيقة، فالصحافي النزيه عليه أن يتعامل بشفافية وواقعية مع كل الأحداث بعيدا عن أهوائه وآرائه، ومع الأسف هذه النوعية كثرت في إعلامنا العربي تراهم كالجراثيم ينخرون في الجسم ليتسببوا بالمرض بسبب مرض عقولهم وزيف تعليمهم، فشهاداتهم مجرد أوراق علقت على الجدران ولكن عقولهم ظلت متخلفة متحجرة لم يدخلها العلم ولم تستنير، بقيت مظلمة فاجتهدوا لينشروا الظلام والأفكار المسممة ونحن نتمنى أن نتخلص من مثل هذه العقول القذرة لتنظف عقول أجيالنا وتستنير وتخلص بلادنا من شرور عقولهم وأقلامهم.