قال رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد في زيارة له للجمهورية اليمنية «لقد كنا عام 1978 بلدا زراعيا متخلفا على كل الاصعدة واستطعنا تغيير بلدنا الى مصاف الأمم المتقدمة حين اهتممنا بالتعليم الذي هو سر نجاح الأمم وأفضل طرق التغيير وأضمنها، فالأمم الناهضة استطاعت التغيير عندما التفتت بجدية للتعليم وعندما سئل الامبراطور الياباني عن أهم أسباب تقدم دولته في وقت قصير وقياسي قال:
(بدأنا بكل ما انتهى به الآخرون وتعلمنا من أخطائهم وأعطينا المعلم حصانة الديبلوماسي ومكانة العالم وراتب الوزير.
التعليم هو الأساس الأول لرقي الفكر وتطوره، وبقدر تطور التعليم وتقدمه في المجالات جميعا، يرتقي الفكر ويستقيم أمره ويؤدي دوره على النحو الذي يؤثر إيجابا في البناء الحضاري والنماء الاقتصادي والحراك الاجتماعي.
في الوقت الذي تنشغل فيه قيادات وزارة التربية في بلدنا بالحديث عن جودة التعليم وأهميتها في التطوير والنقلة النوعية المأمولة نجد أن واقع التعليم في الكويت يشبه فهمنا لسطور كتاب كتب بالهيروغليفية لا نري منه غير الصور ونعجز عن تحليل مضمونه وفحوى سطوره.
وللمنشغلين بالجودة اقول المساحيق قد تنجح في تجميل وجه مريض ولكنها لن تشفي ما به من سقم، وعلينا أن نسأل انفسنا هل تعتبر مدارسنا بيئة تعليمية جاذبة للطلاب؟ وما معدلات التسرب فيها وأسبابه؟ هل يرقى واقع إعداد المعلم الكويتي للمأمول؟ وهل تتفق مخرجات كليات التربية مع طموحات الوزارة والهدف الشامل للتربية؟ ما نوعية المعلمين الوافدين الذين تجلبهم الوزارة؟ وما معايير الاختيار؟ هل مبنية على جودتهم أم لمجرد أنهم عمالة رخيصة تقبل بالرواتب المتدنية للوزارة؟ إلى أي مدى تواكب مناهجنا الدراسية التطور المتسارع على جميع الأصعدة محليا وإقليميا؟ هل لدينا إدارات مدرسية واعية بخطورة المرحلة أم أنها إدارات عفى عليها الزمن وعشش الروتين الحكومي في عقولها؟ أسئلة تحتاج لإجابات سريعة وصريحة فهل من مجيب؟
وفيما اولياء الامور والطلبة منشغلون بالامتحانات ووزارتا التربية والتعليم العالي تستنفران جميع الامكانات والطاقات نجد ان وزيرة التربية ووكيلة الوزارة تبحثان عن معايير الجودة في سنغافورة..!.
يا جماعة الخير إذا كنا جادين فعلا في تحقيق الرغبة السامية بتحويل الكويت لمركز مالي واقتصادي علينا أن نعي أن الاستثمار البشري هو أهم أدوات التقدم فخلق الفرد القادر على التنمية هو أهم أولويات المرحلة لأننا فعلا أمة في خطر.
[email protected]